ألقى الدكتور أحمد نظيف، رئيس مجلس الوزراء الأسبق، كلمة مؤثرة في احتفالية تكريم دفعات كلية الهندسة بجامعة القاهرة تحت قبة الجامعة العريقة. استهل نظيف كلمته بالإعراب عن سعادته البالغة بالوقوف مجددًا في هذه القاعة التاريخية، مستذكرًا آخر مرة تحدث فيها تحت هذه القبة عام 2008، خلال احتفالية مئوية جامعة القاهرة.
أحمد نظيف
وأكد نظيف على مكانة كلية الهندسة كواحدة من أعرق المؤسسات التعليمية في مصر، مشيرًا إلى تأسيسها عام 1816 على يد محمد علي باشا، الذي وضع حجر الأساس لنهضة مصر الحديثة. وقال: “الهندسة هي البناء، هي التخطيط والتصميم والتنفيذ في كل المجالات، وقد خرجت الكلية عبر تاريخها أجيالاً من العلماء والقادة الذين ساهموا في بناء مصر والعالم العربي، بل والعالم أجمع.”
دفعة العبور ومشوار البناء
وأشار نظيف بفخر إلى دفعته، دفعة عام 1973، التي وصفها بـ”دفعة العبور”، قائلاً: “تخرجنا في يوليو 1973، وكان لنا شرف أن نكون جزءًا من لحظة الانتصار، حيث زرنا الجبهة بعد العبور وشاهدنا المعجزة الهندسية التي نفذها جنودنا.” وأكد أن هذه اللحظات ألهمت الأجيال وأعطتهم طاقة غير عادية لمواصلة العمل والبناء.
وأوضح نظيف أن المرحلة التي أعقبت حرب أكتوبر شهدت بداية تحديات جديدة، خاصة في مجالات التكنولوجيا والاتصالات والحاسبات، حيث كان هناك تأخر كبير نتيجة سنوات الحروب. وأضاف: “بدأنا من لا شيء تقريبًا، حتى أن الجامعة لم تكن تمتلك كمبيوترًا، وكنا نستخدم كروتًا مثقبة لإدخال البيانات في مركز الحساب العلمي بجامعة القاهرة. لكن مع الوقت، استطعنا تجاوز هذه الفجوة وبدأنا نأخذ زمام المبادرة في مجالات التكنولوجيا الحديثة.”
من النهضة إلى الريادة
تحدث نظيف عن الدور الذي لعبه خريجو كلية الهندسة في إرساء قواعد التكنولوجيا الحديثة في مصر، مشيرًا إلى أن الأجيال المتعاقبة تمكنت من تحقيق نقلة نوعية في مختلف المجالات التكنولوجية. وأضاف أن هذه الجهود ساهمت في إعادة بناء الدولة بعد الحروب، سواء في مشاريع البنية التحتية الكبرى أو في مجالات أكثر تقنية، مثل الاتصالات والحاسبات.
رسالة تقدير
واختتم نظيف كلمته بتوجيه الشكر لزملائه من خريجي دفعة 1973، معبرًا عن تقديره لكل أجيال المهندسين الذين ساهموا في تحقيق نهضة مصر. كما وجه تمنياته للدكتور مصطفى مدبولي بالتوفيق في مسؤولياته الكبيرة كرئيس للوزراء، مشيدًا بجهوده في قيادة المرحلة الحالية من البناء والتنمية.
بهذا، جسد الدكتور أحمد نظيف في كلمته روح التفاني والعطاء التي ميزت أجيال خريجي كلية الهندسة، مسلطًا الضوء على دورهم المحوري في بناء مصر الحديثة وترسيخ ريادتها.