في تعليقها على قرار إضافة مادة الدين إلى مجموع درجات الثانوية العامة في النظام الجديد للبكالوريا، أكدت الدكتورة هبة عوف، أستاذ التفسير بجامعة الأزهر الشريف، أن هذه الخطوة تأتي في وقت بالغ الأهمية لتساهم في تحصين عقول الأجيال القادمة، ضد الأفكار المتطرفة والخليعة التي تتسلل عبر وسائل التواصل الاجتماعي، والتي تؤثر سلبًا على الشباب وتوجهاتهم.
هبة عوف: إضافة الدين مادة مجموع تحصين لعقول الأجيال القادمة
وقالت الدكتورة هبة عوف، فى تصريحات خاصة لموقع “في الجامعة” إن إدراج مادة الدين في المجموع لا يهدف إلى فرض معتقدات دينية على أحد، بل هو تحصين للأجيال المقبلة، من الأفكار الهدامة التي تروج لها بعض الجهات المتطرفة، لافتة إلى أن الدرس الديني ليس فقط عن العبادات، بل هو دروس في الأخلاق والتعامل مع الآخر، وهذه قيم أساسية تُسهم في تكوين الشخصية السوية والمتوازنة التي تقف ضد التطرف والعنف.
وأضافت: “الدين، في جوهره، هو أخلاق، والركيزة الأساسية فيه هي تعزيز قيم الاحترام والتعاون والمساواة، الإسلام يركز في 90% من تعاليمه على المبادئ الأخلاقية، وفي الحديث النبوي الشريف: ‘إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق’، وهذه القيم لا تقتصر على دين بعينه، بل هي قواسم مشتركة بين جميع الأديان السماوية، فعلى سبيل المثال، المسيحية تركز أيضًا على الأخلاق والتسامح، كما ورد في الإنجيل: ‘تحب قريبك كنفسك.”
وتابعت: “من يرفض اعتبار الدين مادة أساسية في المجموع، فإنه في الحقيقة يرفض مبادئ الأخلاق والقيم التي تدعو إليها الأديان جميعها، التي تسهم في بناء مجتمع سليم، ولا يخلق مجتمع يعزز العنصرية والانقسام بين الأديان والمجتمعات.”
هبة عوف: الدين لا يسبب فتنة طائفية
وأوضحت الدكتورة هبة أن الدين لا يسبب فتنة طائفية، بل على العكس هو أداة للتعايش السلمي، ونبذ العنف والفرقة، كما ورد في القرآن الكريم في سورة الحجرات: ‘إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ’، وهذه دعوة من الله سبحانه وتعالى للوحدة والتماسك.
وفي الختام، أكدت الدكتورة هبة أن “إضافة مادة الدين إلى المجموع هي خطوة مهمة نحو تعزيز القيم الأخلاقية في المجتمع، ومواجهة موجات التطرف الفكري، وهي مبادرة تحتاج إلى دعم الجميع من أجل بناء جيل قادر على التعايش بسلام وتقدير لحقوق الآخر بعيدًا عن الفتن.”