أكاديمية البحث العلمي تصدر دراسة حول مستقبل التعاون بين مصر ودول البريكس حتى 2040

في خطوة هامة لتعزيز مكانة مصر العلمية والبحثية على الساحة الدولية، أصدرت أكاديمية البحث العلمي والتكنولوجيا التابعة لوزارة التعليم العالي والبحث العلمي دراسة استراتيجية بعنوان “استكشاف سيناريوهات مستقبلية لتعزيز التعاون في مجالات العلوم والتكنولوجيا والابتكار بين مصر ودول البريكس”، تم نشر الدراسة في مجلة Journal of Business and Management Sciences، المجلد 13، العدد 3 لعام 2025.

تأتي هذه الدراسة بعد انضمام مصر إلى تكتل “البريكس” في يناير 2024، وهو التكتل الذي يضم كلًا من البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب أفريقيا، إلى جانب الأعضاء الجدد مثل: مصر والإمارات وإندونيسيا وإيران وإثيوبيا، يُعد انضمام مصر إلى البريكس نقطة محورية في سياستها الاقتصادية والعلمية، حيث يتماشى مع رؤية مصر 2030 لتحقيق اقتصاد معرفي تنافسي.

منهجية الدراسة وتحليل السيناريوهات المستقبلية

اعتمدت الدراسة على منهجية تحليل السيناريوهات المستقبلية لاستشراف التعاون بين مصر ودول البريكس حتى عام 2040. تم تحليل ست مجموعات رئيسية من المحركات التي تؤثر على التعاون، تشمل السياسات الحكومية، الاستثمار، البنية التحتية، القطاع الخاص، الجوانب الجيوسياسية، التعليم والموارد البشرية.

وتناولت الدراسة ثلاثة سيناريوهات محتملة للمستقبل:

1. السيناريو الأول: “المنطقة الخضراء – الشراكة الاستراتيجية”

يركز هذا السيناريو على بناء شراكات طويلة الأمد بين مصر ودول البريكس في مجالات مثل:

الذكاء الاصطناعي

الطاقة المتجددة

التكنولوجيا الحيوية

الصناعات التحويلية

ويشمل إنشاء مراكز أبحاث ومنح تبادل علمي، وتحويل مصر إلى مركز إقليمي للابتكار.

2. السيناريو الثاني: “تناغم البريكس – الاندماج الكامل”

يتصور هذا السيناريو أن تصبح مصر جزءًا لا يتجزأ من البنية التكنولوجية لدول البريكس، من خلال:

استثمارات ضخمة في الصناعات المتقدمة مثل أشباه الموصلات

إنشاء “جامعة البريكس للتكنولوجيا المتقدمة” في القاهرة

إصلاحات تشريعية تُمكّن من الانخراط الكامل في سلاسل القيمة العالمية

3. السيناريو الثالث: “المسار الضيق – الانخراط المحدود”

يتناول هذا السيناريو تطوير التعاون المحدود مع البريكس في مجالات محددة، مع تركيز على تحقيق الإنجازات الحالية وتعزيز التعاون في بعض المجالات ذات الأولوية.

الإنجازات الحالية ونماذج التعاون

أشارت الدراسة إلى العديد من نماذج التعاون بين مصر ودول البريكس، ومنها مشروع “الضبعة النووي” مع روسيا، إطلاق القمر الصناعي “مصر سات 2” مع الصين، مئات الأبحاث المشتركة مع الهند والصين، وفقًا لمنصة Scopus العالمية.

التوصيات الاستراتيجية لتعظيم الاستفادة من عضوية البريكس

قدمت الدراسة مجموعة من التوصيات لتعظيم استفادة مصر من عضويتها في البريكس، والتي تتضمن:

إنشاء مناطق صناعية تكنولوجية مشتركة في مجالات مثل الذكاء الاصطناعي والطاقة الخضراء

دعم الشركات الناشئة عبر صناديق تمويل مشتركة مع دول البريكس

تطوير الأطر القانونية لتسهيل الاستثمار وتبادل المعرفة

إطلاق برامج تبادل أكاديمي ومنح دراسية مع جامعات البريكس

تعزيز البنية الرقمية وربطها بالبنية التكنولوجية التشاركية لدول البريكس

أكاديمية البحث العلمي: دعم لصُنّاع القرار

أكدت أكاديمية البحث العلمي أن هذه الدراسة تأتي في إطار دورها في دعم صُنّاع القرار المصري، من خلال تقديم رؤى علمية تستشرف الفرص والتحديات المستقبلية، وتساعد في تحديد أولويات الاستثمار في البحث والتطوير، بما يعزز مكانة مصر كدولة فاعلة في النظام العالمي القائم على الابتكار والتعددية والتكامل الدولي.