أكد المهندس إبراهيم محلب، رئيس مجلس الوزراء الأسبق، خلال كلمته التي ألقاها أمام دفعة 1972 بكلية الهندسة جامعة القاهرة، فخره واعتزازه بالانتماء لهذه الكلية العريقة، مشيدًا بدورها الريادي في تخريج أجيال من المهندسين الذين أسهموا في بناء الوطن ودعمه على كافة المستويات.
إبراهيم محلب
جاء ذلك خلال احتفال دفعة 1972 بمرور أكثر من 52 عامًا على تخرجها، في حضور الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، والدكتور أحمد نظيف، رئيس مجلس الوزراء الأسبق، ولفيف من الشخصيات العامة، وأعضاء هيئة التدريس، وزملاء الدفعة.
استهل محلب كلمته بالإشارة إلى اللحظات الأولى لالتحاق دفعتهم بكلية الهندسة في عام 1967، والتي وصفها بأنها كانت مليئة بالتحديات، وسط أجواء محبطة بسبب نكسة يونيو، لكن أساتذة الكلية كانوا مصدر أمل وإلهام، أعادوا الثقة لطلابهم وزرعوا فيهم قيم الإصرار والعمل الجاد.
روى محلب كلمات الدكتور أحمد العريان، عميد الكلية وقتها، التي ألقاها في أول يوم دراسي، قائلًا: “لقد اخترتم الطريق الصعب، وعلوم الهندسة تتطلب الجدية والاجتهاد. من لا يجد في نفسه القدرة، فليبحث عن طريق آخر.” وأكد أن هذه الكلمات تركت أثرًا كبيرًا في نفوس طلاب الدفعة، وشكلت دافعًا لهم لتحقيق النجاح رغم كل التحديات.
دور دفعة 1972 في نصر أكتوبر
أبرز محلب أن دفعة 1972 كانت على موعد مع كتابة فصل جديد في تاريخها، حيث التحق أغلب خريجيها بالقوات المسلحة بعد التخرج، وساهموا بفعالية في حرب أكتوبر المجيدة. وقال إن زملاءه كانوا العقول المدبرة وراء تنفيذ معجزات هندسية مثل الكباري العائمة والحصون والمطارات العسكرية، التي لعبت دورًا أساسيًا في تحقيق النصر.
وأوضح أن من لم يلتحق بالقوات المسلحة، شارك في القطاع المدني الذي كان موجهًا لدعم المجهود الحربي، مشيرًا إلى مساهمته الشخصية في إنشاء قواعد الصواريخ في الخطوط الأمامية، التي شكلت حائط صد للطائرات الإسرائيلية.
تحدث محلب عن دور دفعة 1972 في مرحلة إعادة بناء الوطن بعد حرب أكتوبر، خاصة في تعمير مدن القناة التي تعرضت لدمار هائل، وإنجازها في وقت قياسي. كما أشار إلى دورهم في إعادة تأهيل قناة السويس والمشاركة في بناء مشروعات قومية كبرى، أبرزها مشروع الصرف الصحي في القاهرة الكبرى، الذي كان الأكبر عالميًا في ذلك الوقت.
لفت محلب إلى أن أبناء دفعتهم كانوا جزءًا من النهضة العمرانية والهندسية في مصر، حيث شاركوا في إنشاء المدن الجديدة مثل العاشر من رمضان ومدينة السادات، وتمصير صناعة الكباري والأنفاق.
وأضاف أن عددًا كبيرًا من زملاء الدفعة انطلقوا إلى الدول العربية للعمل في مشروعات هندسية كبرى، ونجحوا في إثبات تميزهم، حتى أصبحوا نموذجًا يُحتذى به. كما أشار إلى أن بعض زملائه الذين استكملوا دراساتهم بالخارج تفوقوا في أرقى الجامعات العالمية وحققوا نجاحات علمية بارزة.
رسالة للأجيال الجديدة
اختتم محلب كلمته بالتأكيد على أن دفعة 1972، التي وصفها بـ”دفعة النصر”، ما زالت على أتم استعداد لمساندة الأجيال الجديدة، وتقديم خبراتها لدعم مسيرة التعليم الهندسي في مصر.
وشدد على أهمية استمرار كلية الهندسة بجامعة القاهرة في أداء رسالتها كمنارة علمية وهندسية، متمنيًا لها المزيد من التقدم والريادة.
كلمات مفعمة بالفخر الوطني
عبّر محلب عن اعتزازه العميق بزملائه الذين وصفهم بـ”القدوة في الإخلاص والعمل الجاد”، ووجه الشكر لجميع القائمين على الكلية، داعيًا الله أن تستمر في أداء دورها الريادي في خدمة الوطن والعالم.
واختتم كلمته: “كل الحب والتقدير والدعوات الخالصة لكل القائمين على كلية الهندسة، فهي التاريخ المشرف والحاضر الذي نفتخر به دوماً.”