التقييمات والامتحانات اليومية تشعل غضب “الماميز” من وزير التعليم .. والطلاب هم الضحية

شهدت الأجواء التعليمية في مصر توتراً ملحوظاً في الأسابيع الأخيرة، حيث ارتفعت أصوات أولياء الأمور بالاعتراض على نظام التقييمات الأسبوعية والاختبارات المتكررة التي تبنتها وزارة التربية والتعليم، حيث يعبر الأهالي عن استيائهم من الضغوط التي يفرضها هذا النظام على أبنائهم، في حين تصر الوزارة على أن هذا النظام هو جزء من تطوير التعليم وتحسين جودة العملية التعليمية.

تزايد الشكاوى من أولياء الأمور

انتشرت الشكاوى بين أولياء الأمور بشكل كبير، مشيرين إلى أن هذا النظام الجديد يزيد من الأعباء النفسية على الطلاب، الذين يجدون أنفسهم مضطرين لخوض اختبارات أسبوعية بشكل مستمر، حيث انتشرت مقولة “أصبح ابني تحت ضغط دائم، لا يكاد ينتهي من اختبار حتى يستعد للآخر.هذا النظام يحرمهم من الراحة والقدرة على الاستمتاع بمرحلة طفولتهم”، بين الكثير من أولياء الأمور عبر صفحاتهم على مواقع التواصل الاجتماعي.

ويشارك العديد من الأهالي في هذا الرأي، معتبرين أن نظام التقييمات الأسبوعية يشكل عبئاً إضافياً على الأطفال الذين يحتاجون لوقت لاستيعاب المواد الدراسية بشكل أكبر قبل أن يتم تقييمهم.

رد الوزارة: تطوير وتحسين الأداء

في المقابل، تؤكد وزارة التربية والتعليم أن الهدف من تلك التقييمات هو تحسين مستوى التعليم والابتعاد عن أسلوب التقييم التقليدي الذي يعتمد على الامتحانات النهائية فقط. وفي بيان رسمي، أوضحت الوزارة أن “التقييمات الأسبوعية تهدف إلى قياس تقدم الطلاب بشكل مستمر وتقديم تغذية راجعة فورية تسهم في تعزيز نقاط القوة ومعالجة نقاط الضعف” وأضافت أن النظام الجديد يعتمد على أساليب تقييم حديثة تتماشى مع التطورات العالمية في مجال التعليم.

الطلاب في مرمى النيران

بينما يدور هذا الجدل بين الأهالي والوزارة، يجد الطلاب أنفسهم في وسط هذه المعركة، حيث يواجهون ضغوطاً متزايدة للتفوق والنجاح في ظل هذا النظام الجديد، وفي ظل هذا الوضع، يبقى السؤال مطروحاً حول ما إذا كان هذا النظام يحقق الفائدة المرجوة أم أنه يشكل عبئاً إضافياً على الطلاب وأولياء الأمور، ومع استمرار الضغط من الجانبين، يبدو أن حلاً وسطاً يجب أن يتم التوصل إليه لضمان تحقيق توازن بين تطوير التعليم والحفاظ على رفاهية الطلاب النفسية والجسدية.

حقيقة إلغاء التقييمات والواجبات الأسبوعية؟

من جانبه أوضح شادي زلطة، المتحدث الرسمي باسم وزارة التربية والتعليم والتعليم الفني، أن إلغاء الواجبات المنزلية والتقييمات الاسبوعية ليس حقيقي، وكل ما تم نشره عبر مواقع التواصل الاجتماعي بشأن إلغاء تطبيق نظام التقييمات والواجبات المنزلية الموحدة ليس له أساس من الصحة.

مؤكدًا أن جميع القرارات التي أصدرتها وزارة التربية والتعليم منذ انطلاق العام الدراسي الجديد 2024\2025 بما في ذلك الآليات المتعلقة بأعمال السنة كما هي لا يوجد أي تغيير.

وأشار “زلطة” إلى أن الوزارة تعمل على متابعة تنفيذ كافة القرارات التي تم إصدارها خلال الفترة الماضية في جميع المدارس على مستوي الجمهورية بشكل يومي.

تعليمات جديدة بشأن اختبارات أكتوبر

وفي سياق متصل أرسلت خطابًا إلى المديريات التعليمية اليوم الأربعاء بشأن تنظيم أعمال امتحانات شهر أكتوبر للعام الدراسي ٢٠٢٤/ ٢٠٢٥.

وقد أوضحت الوزارة أنه بالنسبة لمرحلة التعليم الأساسي بحلقتيه الابتدائية والإعدادية، وفي ضوء ما جاء بالقرارين الوزاريين (١٣٦) و(١٣٧) لسنة ۲۰۲٤ بشأن نظام الدراسة والتقييم لطلاب المرحلة الابتدائية والإعدادية، فإنه يتعين على كافة المديريات والإدارات والمدارس الالتزام بإعداد امتحانات شهر أكتوبر على مستوى الإدارة التعليمية من خلال موجه أول المادة لجميع المدارس (الرسمي – الرسمي لغات – الخاص).

كما أشارت الوزارة إلى أن موجه أول المادة يقوم بتنفيذ ثلاثة نماذج امتحانية تسلم للإدارة التعليمية لتوزيعها على المدارس، بحيث يكون هناك ثلاثة نماذج للمادة داخل الفصل الواحد، على أن يكون الامتحان في الفترة الثانية من اليوم الدراسي بمعدل نصف فترة أو فترة طبقًا للوزن النسبي لكل مادة دراسية وطبقًا لمواصفات الورقة الامتحانية.

وأكدت الوزارة على أن يتم تشكيل لجنة برئاسة مدير عام التعليم العام وعضوية مديري الإدارات التعليمية، والتواجيه العامة، ومديري المراحل بالمديرية للإشراف على العملية الامتحانية كاملة، وأن تكون الامتحانات في الأسبوع الأخير من شهر أكتوبر وفق جدول موحد تحدده المديرية مع مراعاة كافة الإجازات الرسمية، فضلًا عن أن يتم تقييم الصفين الأول والثاني الابتدائي عن طريق معلم المادة داخل الحصة الدراسية.

امتحانات شهر أكتوبر للصفين الأول والثاني الثانوي

أما بالنسبة لأعمال امتحانات شهر أكتوبر للعام الدراسي ٢٠٢٤/ ٢٠٢٥ للصفين الأول والثاني الثانوي العام، أشارت الوزارة إلى أنه في ضوء ما جاء بالقرار الوزاري رقم (۱۳۸) لسنة ٢٠٢٤ بشأن نظام الدراسة والتقييم لطلاب مرحلة الثانوي العام، فإنه يتعين على كافة المديريات والإدارات التعليمية والمدارس الالتزام بإعداد امتحانات شهر أكتوبر للصفين الأول والثانى الثانوى العام على مستوى الإدارة التعليمية من خلال موجه أول المادة وفقًا للكتاب الدوري رقم (٤٩) بتاريخ ۲۱/ ۱۱/ ۲۰۲۲.

وقد أكدت الوزارة على أن تشتمل الورقة الامتحانية على أسئلة اختيار من متعدد بنسبة (٨٥%) وأسئلة مقالية بنسبة (١٥%) على أجزاء المقرر التي تم تدريسها خلال الشهر، بحيث يتم أداء الامتحانات ورقيًا بالنسبة لطلاب الصف الأول الثانوى العام لمدارس (الرسمى – الرسمى لغات – الخاص – الخدمات) طبقًا للمواصفات الفنية للورقة الامتحانية حيث يقوم الموجه الأول لكل مادة بعمل ثلاثة نماذج امتحانية تسلم لإدارة المدرسة لطباعتها.

وأضافت الوزارة أنه بالنسبة لطلاب الصف الثاني الثانوي العام الذين تسلموا أجهزة التابلت ومدارسهم متصلة بشبكة الانترنت، يؤدوا أسئلة الاختيار من متعدد إلكترونيًا والأسئلة المقالية ورقيًا، ويتم تسليم ورقة الأسئلة المقالية مع بداية زمن الامتحان كما هو متبع في العام الماضي، وفى حالة حدوث أي مشكلة تقنية فى أى مادة يتم أداء الامتحان ورقيًا لهذه المادة في نفس موعد الامتحان، أما الطلاب المتواجدون بمدارس غير متصلة بشبكة الإنترنت أو الطلاب الذين لم يتسلموا أجهزة التابلت بمدارس بها شبكة إنترنت ( الخاص – الخدمات ) أو الطلبة الذين تعرضوا لفقدان التابلت ( كسر – سرقة – ….) فيتم امتحانهم ورقيًا على أن يكون الامتحان الورقى هو نفسه الامتحان الإلكتروني.