علي معلول، اسم ارتبط بالنجاح والتألق في ملاعب كرة القدم الإفريقية، ويُعتبر من أبرز اللاعبين الذين ارتدوا قميص النادي الأهلي المصري. وُلد معلول في مدينة صفاقس بتونس يوم 1 يناير 1990، وبدأ مسيرته الكروية مع نادي الصفاقسي التونسي، حيث بزغ نجمه بفضل مهاراته العالية وذكائه التكتيكي. خلال مسيرته مع الصفاقسي، أصبح قائد الفريق وأحد أهم لاعبيه، مما لفت أنظار الأندية الكبرى في إفريقيا. في عام 2016، انضم إلى النادي الأهلي المصري، ليبدأ معه رحلة مليئة بالإنجازات والتحديات.

علي معلول

منذ انضمام علي معلول إلى النادي الأهلي في صيف 2016، استطاع علي معلول أن يثبت نفسه كأحد أفضل اللاعبين في تاريخ النادي. وخلال مسيرته مع الفريق، نجح في تحقيق 21 بطولة رسمية، موزعة كالتالي:

الدوري المصري الممتاز: حقق علي معلول لقب الدوري المصري الممتاز 6 مرات، حيث كان عنصرًا حاسمًا في هجوم ودفاع الفريق، وساهم بتمريراته الحاسمة وأهدافه المؤثرة في الحفاظ على سيطرة الأهلي المحلية.

كأس مصر: رفع كأس مصر 4 مرات، مؤكدًا حضوره القوي في البطولات المحلية.

كأس السوبر المصري: توّج معلول بلقب السوبر المصري 5 مرات، وكان دائمًا لاعبًا مؤثرًا في المباريات النهائية.

دوري أبطال إفريقيا: تُوج مع الأهلي بلقب دوري أبطال إفريقيا 4 مرات (2019/2020، 2020/2021، 2022/2023، و2023/2024)، حيث لعب أدوارًا بارزة في المباريات الحاسمة، مثل نهائي 2020 ضد الزمالك، عندما صنع هدف الفوز التاريخي لمحمد مجدي أفشة.

كأس السوبر الإفريقي: ساهم في تحقيق اللقب الإفريقي مرتين مع الأهلي.

كأس العالم للأندية: حصل مع الفريق على 3 ميداليات برونزية في بطولة كأس العالم للأندية (2020، 2021، و2023)، مما يعكس الأداء العالمي للفريق ودوره القيادي في هذه المناسبات.

علي معلول ليس مجرد لاعب ظهير أيسر؛ بل هو أحد أعمدة الفريق الأساسية التي ساهمت في تحقيق البطولات على مدار السنوات. هناك عدة عوامل جعلته لاعبًا استثنائيًا:

المهارات الفنية العالية: يمتلك معلول قدرة استثنائية على إرسال العرضيات الدقيقة وتسديد الركلات الثابتة، سواء كانت ضربات حرة مباشرة أو ركلات جزاء. هذا جعله أحد أخطر اللاعبين في الهجمات المرتدة وتنفيذ الكرات الثابتة.

التأثير في المباريات الحاسمة: في العديد من المناسبات الكبرى، كان علي معلول حاضرًا بقوة، سواء بتسجيل الأهداف أو صناعتها. مباراة نهائي دوري أبطال إفريقيا 2020 ضد الزمالك هي أحد أبرز الأمثلة على ذلك.

المرونة التكتيكية: بفضل لياقته البدنية العالية، يستطيع معلول التقدم للأمام لدعم الهجوم والعودة سريعًا لتأدية واجباته الدفاعية. هذه المرونة جعلته أحد أكثر اللاعبين فاعلية في مركز الظهير الأيسر.

الروح القيادية والالتزام: يُعد علي معلول مثالًا يُحتذى به في الالتزام والانضباط داخل الملعب وخارجه، وهو ما جعله محبوبًا بين الجماهير وزملائه في الفريق.

في الآونة الأخيرة، ظهرت تقارير تشير إلى أن النادي الأهلي قد لا يجدد عقد علي معلول، مما أثار تساؤلات بين الجماهير حول أسباب هذا القرار. يمكن تحليل الوضع من عدة زوايا:

الأسباب المالية: قد تكون المطالب المالية لعلي معلول سببًا وراء عدم التجديد، حيث تشير بعض التقارير إلى أن اللاعب يرغب في زيادة راتبه بما يتناسب مع خبرته ومساهماته.

العمر والتخطيط المستقبلي: مع بلوغ علي معلول 35 عامًا، قد يرى الجهاز الفني والإدارة أن الوقت قد حان لتجديد دماء الفريق بلاعبين أصغر سنًا لتأمين استمرارية الأداء المتميز.

سياسة النادي: الأهلي معروف بسياساته الحازمة في الحفاظ على هيكلة الأجور والخطط طويلة المدى، مما قد يؤدي إلى اتخاذ قرارات صعبة مثل عدم تجديد عقود اللاعبين المخضرمين.

العروض الخارجية: قد تكون العروض المغرية من أندية خليجية أو أوروبية سببًا آخر لرغبة اللاعب في البحث عن تجربة جديدة قبل اعتزاله.

وختاماً لا يمكن إنكار أن علي معلول كان أحد أفضل اللاعبين في تاريخ النادي الأهلي، وترك بصمة واضحة في سجل البطولات المحلية والقارية. سواء استمر مع الأهلي أو قرر الرحيل، سيبقى اسمه محفورًا في ذاكرة الجماهير كأحد أفضل الأظهرة الذين مروا في تاريخ النادي. إن مسيرته مع الأهلي هي قصة نجاح استثنائية تُظهر ما يمكن للاعب محترف ومخلص تحقيقه عندما يمتزج الموهبة بالالتزام.

الدكتور ياسر الجوهري عضو هيئة التدريس بكلية التربية الرياضية