
الكاتب الصحفي رفعت فياض يكتب: ثقفوا شباب مصر
شارك أحدث الأخبار
مع استمرار وتفاقم التطورات الخطيرة التى تعيشها المنطقة العربية كلها الآن بصورة غير مسبوقة طوال تاريخها، ومع الجهود الخارقة التى تبذلها مصر حاليا من أجل توحيد الصف العربى لمواجهة هذه المخاطر خاصة فيما يخص القضية الفسطينية والوقوف أمام محاولة تهجير أهل غزة ، والعمل على إعادة إعمارها فى وجود سكانها، والوقوف أمام محاولات تفريغ القضية الفلسطينية من مضمونها وقيام مصر يضا وبقناعة سواء على المستوى الرسمى أو الشعبى بتقديم أكثر من 80% من المساعدات الإنسانية لأهل القطاع ومواجهة حرب التجويع الذى تقوم به إسرائيل ضد سكانه لدفعهم إلى التهجير القسرى من أرض غزة ، وبعدها تفعل إسرائيل نفس الشيئ مع سكان الضفة الغربية وبالتالى تنتهى القضية الفلسطينية إلى الأبد.
نعم مصر تقود كل هذا لقناعتها الشديدة بدورها المحورى فى المنطقة العربية كلها وبإلتزامها تجاه كل القضايا العربية ، وفى ظل هذه المخاطر التى يتعرض لها الأمن القومى المصرى ليس من جانب حدودنا الشرقية فقط مع إسرائيل بل والمخاطر التى تواجهها مصر مع حدودها الغربية فى ليبيا والتى مازالت للأسف هذه الجارة العزيزة علينا شبه دولة حتى الآن منذ إنهيارها مع مايسمى بثورات الربيع العربى وسقوط زعيمها معمر القذافى وإستمرار خلافات الفرقاء فى ليبيا مابين حكومة الدبيبة فى الغرب الليبى من جانب ، والمشير خليفة حفتر والبرلمان الليبى فى الشرق ، ومع حدودنا الجنوبية والتى تحولت الأمور فيها السودان إلى مايشبه الحرب الأهلية مابين جيش الدولة وقوات الدعم السريع.
كل هذه الأوضاع تفرض على مصر حماية حدودها وأمنها القومى بكل ماتملك، وهى ماتقوم به حاليا بكل قوة حاليا وإلى الأبد إنشاء الله، ولذلك فإننى أناشد القائمين على كل جامعات ومعاهدها أن تنظم لطلابها من الندوات التثقيفية المستمرة فى كل كلية وفى كل معهد لشرح كل هذه الأوضاع والمخاطر التى تواجهها المنطقة بأكملها ودور مصر فى مواجهتها، خاصة وأن هذا الجيل قد لايكون ملما بالكثير من هذه الأحداث شبه اليومية وغير ملم بالمخاطر التى تواجها المنطقة العربية كلها والجهود التى تبذلها مصر فى هذا الإتجاه بعد أن أصبحت المنطقة العربية تواجه أكبر تحدى فى تاريخها.
لذالك لابد أن نساعد هذا الجيل من شبابنا بالجامعات والمعاهد فى توضيح كافة هذه الأمور والعمل على تشكيله الوجدانى بشكل سليم وغرس قيم الإنتماء بداخله بشكل أقوى لكى يكون الجميع فى مصر بكل طوائفها ومكوناتها البشرية صفا واحدا من أجل أمن ومستقبل أمته ومساندا أيضا عن قناعة لقيادته السياسية خاصة فيما تبذله من جهود لمواجهة كل هذه المخاطر التى تواجهها بلدنا العزيز مصر خلال هذه الفترة العصيبة من تاريخ المنطقة العربية.