طالما يشهد سوق التعليم العالي تغيرات وتقلبات كبيرة بإنضمام منافسين جدد، يزاحمون القوى التقليدية في هذا القطاع الذي أصبح جاذب للاستثمارات بشكل كبير خلال العشر سنوات الأخيرة مع توجهات الدولة نحو تطوير خدمات التعليم العالي وجلب أكبر الجامعات العالمية للشراكة مع الجامعات المصرية الخاصة والأهلية، وفقا للرؤية التي طرحها الرئيس السيسي، وانتجت زيادة عدد الجامعات المصرية بأكثر من الضعف.
وفي مناطق غرب القاهرة وخاصة مدن السادس من أكتوبر والشيخ زايد والمناطق المتاخمة لها سيطرة جامعة نيو جيزة خلال السنوات الأخيرة على مشهد التعليم العالي الموجه للفئات الأعلى دخلا في تلك المناطق المليئة بالكمبوندات والأحياء الخاصة التي تجذب الطبقة العليا.
لكن ومع بداية العام الجاري ظهر عملاق جديد ينافس في نيوز جيزة في نفس النطاق الجغرافي ويخاطب نفس الفئة المستهدفة وهى جامعة باديا بمدينة أكتوبر الجديدة والمملوكة لشركة تعليم لخدمات الإدارة والتي تمتلك أيضا جامعة النهضة ببني سويف وجامعة ممفيس بالقاهرة الجديدة لتطرح نفسها وبقوة في سوق التعليم العالي بخدمات تعليمية مميزة وبشراكة عميقة مع الفرع الطبي لجامعة تكساس الأمريكية المعروفة.
هذه المنافسة والتي بدأت مبكرا بين باديا ونيوز جيزة الفائز الوحيد منها هو الطالب الذي سيحصل على خدمات تعليمية أكثر تميزا وهو شيء طبيعي في ظل منافسة إيجابية بين كيانين كبيرين لإرضاء عملائهم.
تعد الجامعتان “باديا ونيوجيزة” متشابهتين من حيث الطلاب المستهدفين والشريحة المجتمعية وكذلك من حيث البنية التحتية المتوفرة بالجامعتين إلا أن باديا لازالت تحاول تكوين وتثبيت صورة ذهنية عن نفسها من حيث المناهج الأكاديمية واجواء الحرم الجامعي التي تعد الجامعة أن يكون مميزا وغير تقليدي في كثير من الأمور.
كما تعمل إدارة جامعة باديا نحو استمالة وجذب أعضاء هيئة التدريس في الجامعات الحكومية الكبرى سعيًا منها إلى إضافة قوة إلى رصيدها الذي بنته على خبرات شركة تعليم وسيرتها السابقة في مجال التعليم العالي.
كما يترأس كلا الجامعتين أستاذين مخضرمين في العملية التعليمية وكذلك العمل العام إذ احتل الدكتور أحمد سامح فريد رئيس جامعة نيو جيزة منصب وزير الصحة سابقًا بينما احتل الدكتور حسام الملاحي رئيس جامعة باديا عدد من المناصب الهامة في المجتمع الجامعي منها رئاسة جامعة النهضة والتي كان له اليد العليا في نجاحها وتحولها إلى أكبر جامعة خاصة في صعيد مصر، إلى جانب اختياره عضوا بمجلس الشورى بتعيين مباشر من رئيس الجمهورية، كما سبق للملاحي تقلده منصبا هاما في وزارة التعليم العالي والبحث العلمي ونجح خلاله في إعادة صياغة ملف الطلاب الوافدين وهيكلة عملية جذبهم إلى الجامعات المصرية واحداث طفرة مالية كبيرة في إيرادات الدولة من هذا القطاع.
وكلا الرجلين يمتلكان خبرات كبيرة تصب في مصلحة كلتا الجامعتين من حيث الاحتكاك وتلبية رغبات الطالب والدولة.
جامعة الجيزة الجديدة (NGU) لديها شراكة مع كبرى الجامعات والمؤسسات التعليمية العالمية، حيث تضم الجامعة 8 كليات وهم الطب البشري، طب الأسنان، الصيدلة، الهندسة، إدارة الأعمال والمالية، الاقتصاد و السياسة، تكنولوجيا المعلومات، و الفنون و التصميم، ويعتمد النظام التعليمي بجامعة الجيزة الجديدة (NGU) على أحدث الطرق التعليمية التي تؤهل الطلاب لسوق العمل المستقبلي وتعمل على إعداد خريج جامعي مُطلع و مدرب على الحياة العملية محليًا ودوليًا.
كما توفر الجامعة برامج متطورة ونظام تعليمي حديث تم تأسيسه والإشراف عليه من خلال التعاون الأكاديمي مع جامعات عريقة ومصنفة من أفضل الجامعات على مستوى العالم مثل University College London (UCL) و King’s College London (KCL)، بالإضافة إلى مؤسسة التصميم المرموقة Milano Fashion Institute، وأعضاء هيئة تدريس ذو خبرة أكاديمية و مهنية واسعة محليًا و دوليًا.
في المقابل، نجحت جامعة باديا في تحقيق إنطلاقة قوية على المستوى الأكاديمي بالشراكة الاستراتيجية مع جامعة تكساس الفرع الطبي، وذلك استنادا على عقلية المهندس محمد الرشيدي العضو المنتدب لشركة تعليم لخدمات الإدارة والذي يعتبر الذراع القوي والمخطط داخل الشركة للنمو في ملف خدمات التعليم العالي، وهو ما زاد من قدرة جامعة باديا على المنافسة مع جامع نيو جيزة وجذب نوعية الطلاب التي تستهدفها، حيث حازت الشركة عن جدارة لقب الريادة في سوق التعليم المصري، فمنذ أن تأسست شركة تعليم لخدمات الإدارة عام 2015 قدمت نموذجا من الأعمال المميزة قائم على منصة مركزية قابلة للتطور، حيث تدمج العديد من الوظائف والمهام من خلال فريق من المتخصصين على أعلى مستوى من الكفاءة والخبرة في العديد من المجالات لضمان تقديم أفضل الخدمات الداعمة لجميع المؤسسات التعليمية التابعة لها وتمكينها من التركيز على توفير أعلى جودة أكاديمية وحياة جامعية مميزة للطلاب، مما يعزز الكفاءة التشغيلية ويضمن تطبيق أفضل ممارسات الاستدامة ويعظم من قيمة الشركة والمؤسسات التابعة.
تمكنت الشركة خلال مسيرتها القصيرة زمنيًا تقديم تعليم جامعي عالي الجودة قائم على المهارات المطلوبة بسوق العمل من خلال الاستفادة من منصتنا لتقديم أفضل خدمة لمجموعة متنوعة من مؤسسات التعليم العالي وتعظيم العائد لجميع الأطراف، وخلال ما يقرب من عشر سنوات، قدمت شركة تعليم أول وأكبر جامعة بصعيد مصر وهي جامعة النهضة ببني سويف التي توفر فرصة لدراسة العديد من البرامج من خلال كلياتها التسعة، مستفيدة من شراكتين أكاديميتين كاملتين مع جامعة فيينا الطبية الدولية وجامعة نورثرن كنتاكي، بالإضافة إلى 18 شراكة أخرى مع مؤسسات دولية عالمية. يمتد الحرم .الجامعي لجامعة النهضة على مساحة 190 ألف متر مربع ويضم مستشفى لطب الأسنان، ومستشفى جامعي للطب البشري، وسكن طلابي بالإضافة إلى مجمع رياضي وترفيهي والعديد من المرافق الأخرى، وتضم جامعة النهضة 9 كليات بسعة طلابية 13,350 طالب بينما تضم في الواقع الحالي 9,213 طالب.
كما تقدم شركة تعليم تجربة جامعة خاصة رفيعة المستوى في غرب القاهرة وهي جامعة باديا هي جامعة رفيعة المستوى قيد التطوير بالشراكة بين شركة تعليم لخدمات الإدارة وبالم هيلز للتعمير وهي واحدة من أبرز المطورين العقاريين في مصر، حيث تمتلك شركة تعليم نسبة %60 من الجامعة بينما تمتلك بالم هيلز للتعمير %40 منها، وتقع الجامعة في موقع استراتيجي بمدينة باديا، وهي إحدى مشروعات شركة بالم هيلز للتعمير وتعد أول مدينة ذكية ومستدامة بغرب القاهرة. تشغل الجامعة مساحة واسعة تبلغ 167 ألف متر مربع، ومن المخطط أن يضم الحرم الجامعي ثماني كليات أكاديمية بطاقة استيعابية إجمالية تقدر بحوالي 12,500 طالب، وأن يتم إطلاق الجامعة واستقبال الطلاب الجدد في سبتمبر 2024، وتضم جامعة باديا 8 كليات بسعة طلابية 12,500 طالب.
ومؤخرًا، تقدم الشركة تجربة جامعة ممفيس هي جامعة خاصة تحت التأسيس بمنطقة شرق القاهرة تهدف إلى تحقيق مستوى تعليم استثنائي ومرموق، ومن المقرر أن يتم إنشاء الجامعة على مساحة تزيد عن 80 ألف متر مربع على مرحلتين، ومن المخطط أن يضم الحرم الجامعي ست كليات على أن يتم إطلاق الجامعة واستقبال الطلاب فور الانتهاء من المرحلة الأولى، وتهدف شركة تعليم لتحقيق التوازن بين تقديم جودة تعليمية من الدرجة الأولي وتوفير تجربة استثنائية للطلاب من خلال جامعة ممفيس. تمتلك تعليم نسبة قدرها %32 مع احتفاظها بكامل حقوق إدارة عمليات الجامعة المالية و الإدارية، وتضم 6 كليات بسعة طلابية 8,375 طالبًا.