مع بداية العام الدراسي الجديد، أعلنت وزارة التربية والتعليم عن خطة جديدة تستهدف تخفيض الكثافة الطلابية في الفصول لتصل إلى 50 طالباً فقط، كجزء من استراتيجيتها لتحسين جودة التعليم وتوفير بيئة تعليمية مناسبة للطلاب، ومع أن هذا القرار كان موضع ترحيب من أولياء الأمور والمهتمين بالشأن التعليمي، إلا أن واقع اليوم الأول من الدراسة رصد صورة مختلفة تمامًا.
الزحام في المدارس: واقع مختلف عن الوعود
رغم إعلان الوزارة عن خطة لتقليل الأعداد، انتشرت عبر وسائل التواصل الاجتماعي صور وفيديوهات تظهر تكدسًا شديدًا أمام بوابات المدارس، ما أثار حالة من الجدل حول مدى جاهزية المؤسسات التعليمية لتطبيق هذه الخطة، في العديد من المحافظات، امتلأت المدارس عن آخرها بالطلاب، وظهرت فصول مكتظة تصل فيها الأعداد إلى ما يزيد عن 70 طالبًا في بعض الحالات. هذا العدد لا يتناسب مع الأرقام المعلنة ويثير تساؤلات حول قدرة الوزارة على تنفيذ وعدها بتخفيض الكثافة الطلابية.
نقص المدرسين: التحدي الأكبر
إلى جانب مشكلة الزحام، ظهرت تحديات أخرى تتعلق بنقص المدرسين، وهو ما يزيد من تعقيد الموقف. بينما أعلنت الوزارة عن اتخاذ إجراءات لسد العجز في المعلمين من خلال تعيينات جديدة، إلا أن تأثير هذه التعيينات لم يظهر على أرض الواقع حتى الآن، إذ أظهرت تقارير متعددة أن هناك مدارس عديدة لا تزال تعاني من نقص في الكوادر التدريسية، مما يؤثر بشكل مباشر على جودة التعليم الذي يتلقاه الطلاب.
الفصول الدراسية: هل هي مجهزة؟
أما من ناحية تجهيز الفصول الدراسية، فالكثير من الفصول لا تزال تفتقر إلى المعايير المطلوبة لاستيعاب هذا العدد من الطلاب. في العديد من المدارس الحكومية، تعاني الفصول من سوء التهوية وقلة المقاعد، ما يضطر الطلاب للجلوس على الأرض أو استخدام مقاعد متهالكة. بالإضافة إلى ذلك، يظل السؤال مفتوحًا حول ما إذا كانت الفصول تتوافق مع معايير السلامة والجودة التي تنادي بها الوزارة.
إجراءات الوزارة: هل تكفي؟
من جانبها، أكدت وزارة التربية والتعليم أنها قامت بعدة إجراءات لضمان تخفيض الكثافة، بما في ذلك بناء فصول جديدة وتوسيع المدارس القائمة، بالإضافة إلى توظيف مدرسين جدد، ولكن هذه الإجراءات لا تزال بحاجة إلى وقت لتظهر نتائجها بشكل ملموس. وفي الوقت نفسه، يبقى الطلاب وأولياء الأمور في مواجهة واقعية مع مشكلات تتعلق بالزحام، نقص الإمكانيات، وقلة الكوادر التعليمية.
وزير التعليم يعترف بالأزمة
بدوره شدد محمد عبد اللطيف، وزير التربية والتعليم والتعليم الفني، على أن الوزارة ستعالج مشكلة عجز المعلمين في المدارس بشكل نهائي خلال الأيام القليلة المقبلة.
وأوضح عبد اللطيف أن الكثافات الكبيرة في الفصول كانت التحدي الأكبر بالنسبة للوزارة، مضيفًا: بدأ العام الدراسي الجديد قبل أربعة أيام، معربًأ عن ارتياحه لتقليل الكثافة في الفصول إلى أقل من 50 طالبًا، باستثناء 47 مدرسة فقط.
وفي حديثه لقناة “إكسترا نيوز” في وقت سابق أشار الوزير إلى أن مصر تحتوي على 60 ألف مدرسة، منها 47 مدرسة تتجاوز كثافة الطلاب فيها 50 طالبًا. وكشف عن استحداث نحو 100 ألف فصل دراسي جديد هذا العام.
وتابع عبد اللطيف أن هذا العدد من الفصول يتطلب وجود مدرسين اثنين لكل فصل، ما أدى إلى زيادة العجز من 460 ألف معلم إلى 660 ألف معلم.
واعتبر هذا الأمر تحديًا جديدًا بجانب عجز الفصول، لكن الوزارة قامت بإيجاد حلول فنية، حيث انخفض العجز إلى أقل من 150 إلى 180 ألف معلم.
كما أشار إلى التعاقد مع المعلمين بالحصة كأحد الحلول، مؤكداً أن المعلمين يتمتعون بأعلى درجات التدريب والإخلاص وقد تحملوا الحصص الإضافية لتغطية العجز.
وأكد أن مشكلة العجز في المدارس أصبحت محدودة، وأنه في الأيام القليلة المقبلة، لن تواجه المدارس أي عجز.