في إطار جهود المجلس الأعلى للجامعات لتعزيز جودة التعليم العالي في مصر، صرح الدكتور مصطفى رفعت أمين المجلس الأعلى للجامعات  أن المجلس أطلق هذا العام استبيانًا موحدًا على مستوى الجمهورية من خلال رابط إلكتروني موحد

وأوضح “رفعت” في تصريحات له أن الاستبيان يستهدف طلاب الفرق النهائية بجميع الجامعات والتخصصات، بهدف جمع تغذية راجعة واقعية عن تجربة الطالب الجامعي على مدار سنوات الدراسة، بما يتيح تحسين العملية التعليمية بشكل دقيق وفعال.

ويعتمد الاستبيان على نظام إلكتروني موحد يسهل الوصول إليه، ويضمن دقة البيانات وسرعة تحليلها، ويُتيح للطلاب الإدلاء بآرائهم في سرية تامة، مما يعزز من ثقافة المساءلة والتقييم المستمر.

وأشار الأمين إلى أن نتائج الاستبيان ستُستخدم في تحسين الخطط الدراسية وتطوير اللوائح الجامعية، بالإضافة إلى رفع كفاءة أداء أعضاء هيئة التدريس، مشددًا على أن هذه الخطوة تعكس توجه الدولة نحو حوكمة التعليم الجامعي وتعزيز الشفافية.

التحول إلى الكتاب الجامعي التفاعلي: نقلة نوعية في المحتوى التعليمي

وحول ملف التحول الرقمي في التعليم الجامعي، كشف الأمين عن مناقشات جرت داخل المجلس الأعلى لشؤون التعليم والطلاب بشأن منظومة الكتاب الجامعي التفاعلي، مؤكدًا على تشكيل لجنة متخصصة لإعداد لائحة استرشادية موحدة لتنظيم المنظومة في جميع الجامعات المصرية.

وأوضح أن الكتاب الجامعي لن يُطرح ورقيًا بعد الآن، بل سيتم نشره فقط على منصات التعليم الإلكتروني، لضمان وصول المحتوى العلمي لجميع الطلاب دون تمييز، وتحقيق مبدأ العدالة التعليمية.

وأكد أن اللائحة تنص على أن يتم إعداد الكتاب من خلال فريق أكاديمي مشترك من أعضاء هيئة التدريس، مع مراجعة دورية كل فصل دراسي أو عام، لضمان تحديث المحتوى بما يواكب المعارف الحديثة ومتطلبات سوق العمل.

وأضاف أن اعتماد الكتاب سيتم وفق هيكل حوكمة واضحة تبدأ من مجلس القسم ثم الكلية، كما تنظم اللائحة آليات توزيع العائدات المالية بشكل عادل، مع وجود ضوابط للصرف لضمان عدم المغالاة في التكلفة وتحقيق تكافؤ الفرص.

تحويل مسار خريجي القطاعات النظرية: فرص جديدة في سوق العمل

وفي سياق آخر، تناول الأمين قضية خريجي التخصصات النظرية الذين يواجهون تحديات في سوق العمل، مشيرًا إلى إطلاق مبادرات لتوفير برامج تحويل مسار مهنية تتيح لهؤلاء الخريجين إعادة توجيه مسارهم المهني.

وأوضح أن المجلس وجّه قطاعات مثل الحاسبات والمعلومات بدراسة برامج تعليمية متسارعة تعتمد على نظام التعليم الهجين، لتأهيل الخريجين في مجالات ذات طلب متزايد في سوق العمل المحلي والدولي.

وتابع أن هذه المبادرات تُنفذ بالتعاون مع قطاع الصناعة لتوفير برامج تعليمية حديثة وموجهة فعليًا لاحتياجات السوق، وتمنح الخريجين فرصة إعادة بناء مستقبلهم المهني بكفاءة ومرونة.

استراتيجية شاملة لتطوير التعليم العالي

واختتم الأمين تصريحاته مؤكدًا أن هذه الجهود تمثل رؤية شاملة للتعليم العالي في مصر، ترتكز على الاستجابة للتحديات الواقعية، وتفعيل مفهوم التعليم مدى الحياة، بما يضمن أن تواكب مخرجات التعليم التحولات المتسارعة في العالم، ويظل الخريج المصري عنصرًا فاعلًا ومؤهلًا في سوق العمل.