دكتور أحمد الخضراوي يكتب: زيارة طلاب الجامعات لمقر قوات الصاعقة وتعزيز مفاهيم الولاء للوطن

إن زيارة مقر قوات الصاعقة المصرية لطلاب الجامعات والتي نظمتها القوات المسلحة ممثلة في إدارة الشئون المعنوية لم تكن مجرد زيارة ميدانية، بل كانت تجربة حية ومهمة في بناء مفاهيم الولاء وحب الوطن، وتجسيد قوة الجيش المصري وإرادته الفولاذية. هذه الزيارة كانت بمثابة نافذة يطل من خلالها المشاركون على حقيقة ما يحدث خلف الكواليس في صمتٍ وجهدٍ مستمر، حيث أبطال القوات المسلحة يقدمون أنفسهم في معركة دائمة من أجل الحفاظ على الوطن وأمنه واستقراره.

أولى جوانب أهمية الزيارة كانت في تعزيز مفهوم الولاء والانتماء للوطن. من خلال مشاهدة الأنشطة التدريبية والاطلاع على مهارات الجنود في قوات الصاعقة، بدأنا ندرك حقيقة أن الولاء للوطن ليس مجرد شعار يُرفع، بل هو التزام يومي وصراع دائم في ميادين التدريب والعمل. رجال الصاعقة لا يتدربون فقط على الفنون القتالية، بل يتدربون على كيفية الحفاظ على الوطن بكافة وسائل القوة المتاحة لهم، مؤمنين أن حماية الأرض والعرض هي أسمى المهام.

أيضًا، الزيارة سلطت الضوء على ما يميز الجيش المصري من قوةٍ وإرادةٍ لا تلين. ففيما رأينا من تدريب عسكري عالي المستوى، كانت كل حركة وكل مهمة تقوم بها هذه القوات، تجسد مدى قوة الإرادة والاصرار في مواجهة التحديات. لقد شاهدنا تطبيقًا حقيقياً لمفهوم “الجيش القوي”، الذي لا يعتمد على العتاد وحده، بل على الإصرار والقدرة على التحمل، وكلها صفات تدعونا للفخر كمصريين.

المفاهيم الأخرى التي ترسخت خلال الزيارة كانت الاحترافية والقدرة على التكيف مع مختلف الظروف. مشهد الرمايات الدقيقة، والقدرة على تنفيذ المهام تحت أصعب الظروف، والتعامل مع أحدث الأسلحة والمعدات، أكد لنا أن الجيش المصري ليس فقط قويًا من الناحية العددية، بل أيضًا متقدم تقنيًا واحترافيًا. هذه الاحترافية العالية تُظهر أن القوات المسلحة تتبع أرقى معايير التدريب والتأهيل، لتظل جاهزة لملاقاة أي تحدي قد يواجه الوطن.

وأخيرًا، تساهم هذه الزيارة في زرع حب الوطن في نفوس الأجيال الشابة، خاصة طلبة الجامعات، الذين سيتحملون في المستقبل مسؤولية حماية هذا الوطن. فهم يرون بأنهم جزء من هذا الجيش العظيم، وأن مستقبله يرتبط ارتباطًا وثيقًا بإرادة الشعب والجيش معًا.

في الختام، يمكن القول إن هذه الزيارة كانت خطوة هامة في بناء جسور التواصل بين الشعب وجيشه، وتؤكد على أن الولاء للوطن ليس شعورًا مجردًا، بل هو فعل مستمر يتجسد في العزيمة والإرادة، في تدريب الجنود وفي استعدادهم الدائم للدفاع عن أرض مصر وشعبها.