أدخل بياناتك الآن لتحصل على آخر الأخبار

رئيس جامعة حلوان: نستعد لاستقبال 50 ألف طالب ونعمل على نقل التخصصات للعاصمة الإدارية| حوار

في ظل التحولات الكبرى التي يشهدها قطاع التعليم العالي في مصر، تصدّرت جامعة حلوان المشهد مؤخرًا بعد الإعلان عن توسعاتها الجديدة، وتوجّهها نحو العاصمة الإدارية، إلى جانب امتلاكها نموذجًا فريدًا يجمع بين الجامعة الحكومية والأهلية والتكنولوجية، وفي حوار شامل مع رئيس جامعة حلوان، كشف لنا عن ملامح خطة التطوير، والتوسع في البرامج الأكاديمية، ودور الجامعة في الاستثمار المعرفي وتحقيق الاستقلال المالي، فضلًا عن التوسع في دعم الطلاب الموهوبين والوافدين، وبناء منظومة تعليمية حديثة تواكب رؤية مصر 2030.

 لماذا أصبحت جامعة حلوان “تريند” في الفترة الأخيرة؟

لأنها تحصد مجهود العامين ونصف الماضيين؛ لأننا بدأنا نعمل على عدة ملفات، كذلك نكمل أعمال من سبقونا من رؤساء الجامعة السابقين.

وكان أبرز الملفات هو القطاع الصحي، لأنه الأحدث في الملفات، كما أنه مع تخرج الدفعة الثالثة من كلية الطب فكان لا بد من الانتهاء من مستشفى بدر الجامعي وهذا حدث بالفعل وهو من الإنجازات المهمة، كذلك العمل على المجمع الطبي الذي وضع حجر أساسه فقد بدأنا بـ 1600 سرير مع استكمال المباني والأساسات.

IMG 20250724 WA0013 حلوان رئيس جامعة حلوان: نستعد لاستقبال 50 ألف طالب ونعمل على نقل التخصصات للعاصمة الإدارية| حوار موقع في الجامعة

أما بالنسبة لجامعة حلوان الأهلية كانت الوحيدة في القاهرة والآن أصبح هناك عين شمس الأهلية والقاهرة الأهلية، فكان عليها إقبال شديد جدًا؛ لذلك بدأنا في بناء ثقافة أو فلسفة جامعة حلوان الأهلية التي تكمن في الجانب التكنولوجي.

ومن منطلق ذلك، تمت الموافقة من قبل وزارة التعليم العالي والبحث العلمي ومجلس الوزراء على ضم المجمع التكنولوجي الكائن بالأميرية وفصل جامعة مصر التكنولوجية إلى 3 أفرع تكنولوجية ولهذا كان من نصيبنا جامعة حلوان التكنولوجية الدولية، ونعمل على تأسيس 8 كليات بعدما كانت واحدة.

وهذه الكليات معنية بأن كل قطاع أو وظيفة له جانب فني ومهاري وتقني وتكنولوجي ومدرب ومؤهل، وجامعة حلوان تتميز بهذا الجانب المهم في التعليم، بجانب قطاعات الفنون والسياحة وعلوم الرياضة والاقتصاد المنزلي التي تفرع منها كلية التغذية.

كما عملنا على ملفات تمس المجتمع وتخرج خريجين مؤهلين لكل وظيفة، خاصة وأن جامعة حلوان متميزة بتخصصات نوعية بدأت قبل إنشاء الجامعة ذاتها بدأت من عام 1839، كما أنها جامعة الأم لتخصصات عديدة تتواجد حتى في الجامعات الخاصة.

توضيح بشأن تغيير اسم جامعة حلوان إلى جامعة العاصمة.. وهل سيتم نقلها للعاصمة الإدارية الجديدة؟

تنفيذًا للاستراتيجية الوطنية للتعليم العالي والبحث العلمي التي وضعت من قبل الوزير الدكتور أيمن عاشور التي أقرها المجلس الأعلى للجامعات، كما أنها تتسق بشكل عميق برؤية مصر 2030، كان لا بد من إعادة تقييم نفسنا خاصة لوجود تخصصات كثيرة للغاية ومعظمها خارج الحرم الجامعي، بالإضافة لزيادة أعداد الطلاب والإقبال على الجامعة حيث أصبحنا ثاني أكثر جامعة كثافة من حيث الطلاب بعد جامعة القاهرة بواقع 220 ألف طالب وطالبة.

وزيادة هذا الإقبال يرجع إلى تنوع التخصصات وتفرد جامعة حلوان بذلك، وبالتالي الأماكن التي تحوزها الجامعة أصبحت لا تكفي لاستقبال أعداد أكبر، على سبيل المثال كلية التغذية بدأت بـ 1000 طالب ومن المتوقع زيادة العدد، وهي تقع في مكان كلية الاقتصاد؛ لهذا كيف يمكن استيعاب هذه الأعداد؟

كان توجه الدولة أن يكون هناك جامعة حكومية في العاصمة الإدارية لخدمة العاصمة والمنطقة بالإضافة لخدمة الموظفين المتواجدين هناك؛ ليكون هناك تنوع في التعليم المقدم لساكني العاصمة من تعليم دولي وأهلي وحكومي وهكذا؛ لتلبية احتياجات المجتمع.

IMG 20250724 WA0010 1 حلوان رئيس جامعة حلوان: نستعد لاستقبال 50 ألف طالب ونعمل على نقل التخصصات للعاصمة الإدارية| حوار موقع في الجامعة

وكان الحل بعد مناقشات بتواجد حرم استكمال لجامعة حلوان وليس نقل الجامعة كلها، بحيث يتم نقل الكليات والتخصصات ذات أعداد متزايدة بالمقر الجديد، على أن يتم إعادة النظر ووضع تصور للمقرات الأساسية من خلال شراكات دولية أو مشروعات تخدم رؤية الدولة.

نحن نريد بناء جامعة تتماشى مع مواصفات جامعات الجيل الرابع مجهزة بالكامل بما يحتاجه المجتمع بالكامل من جودة تعليم على أعلى مستوى، بالإضافة إلى أنه لا بد من جعل الكليات تنتمي للجامعة خاصة مع حداثة عهدها بالنسبة للكليات، بدلًا من انتمائها لمنطقتها مثل جامعة الفنون التطبيقية التي تقع في الدقي ويخال للكثير أنها تابعة لجامعة القاهرة.

 

 هل ذلك سيؤثر على تصنيف الجامعة؟

أولًا يجب أن نشرح من أين يأتي تصنيف الجامعة.. أولًا تصنيف الجامعات يأتي من الأبحاث العلمية، السمعة الأكاديمية، كما أنه لا توجد مشكلة بمخاطبة الجهات المعنية بالتصنيف وتقديم طلب بتغيير المسمى، كما أنه سيتم تغيير المستندات كاملة لجميع المعنيين باسم الجامعة من السابق إلى الاسم الجديد حتى الخريجين منذ تأسيسها، لن يكون هناك تأثير نهائي، كما أن الجامعتين الأهلية والتكنولوجية سيكونان باسم العاصمة أيضًا.

أن التخوف الموجود لدى البعض أمر محمود؛ يعني بذلك أن هناك من يهتم بالجامعة كثيرًا، ولكن المرحلة الانتقالية الحالية تحتاج الكثير من العمل للوصول إلى النتيجة المرجوة، ونحن مستعدين لها.

 ما هي مساحة جامعة العاصمة؟

مساحة الفرع في العاصمة الإدارية الجديدة يبلغ نحو 150 فدان، أما مساحة الحرم الجامعي الحالي بحلوان يبلغ نحو 300 فدان، أما إجمالي مساحات الكليات خارج الحرم الجامعي تبلغ نحو 100 فدان، فبالحديث عن الأعداد المتزايدة من الطلاب سنويًا من 30 إلى 50 ألف طالب هذا يعني أن المساحة المتواجدة في العاصمة ستكون جيدة للأعداد المستقبلية التي تسعى الجامعة إلى استيعابها.

IMG 20250716 WA0000 1 حلوان رئيس جامعة حلوان: نستعد لاستقبال 50 ألف طالب ونعمل على نقل التخصصات للعاصمة الإدارية| حوار موقع في الجامعة
حوار رئيس جامعة حلوان مع موقع في الجامعة

مع الانتباه إلى أن التوسع لا يعني التوسع في الكليات ذاتها الحالية بل التخصصات التي تستحدث مع التطور الحادث في سوق العمل، فعلى سبيل المثال التجارة لم تصبح محاسبة فقط بل ريادة أعمال، تكنولوجيا المعلومات ونظم المعلومات الخاصة في الإحصاء والبنوك، والاقتصاد بمفهومه الحديث والكثير من التخصصات.

 

كيف حققت جامعة حلوان جودة التعليم؟

جودة التعليم هي هدفنا الأساسي، لكننا نواجه تحديات كوننا من جامعات الجيل الأول والثاني، حيث كان التعليم يعتمد على أن الأستاذ هو مصدر المعلومة. أما الآن فنحن نعمل على تطوير مفهوم التعلم الذاتي، بحيث يصبح الطالب هو من يبحث عن المعلومة باستخدام الموارد الإلكترونية. بدأنا في تطوير الكتاب الجامعي ليكون إلكترونيًا وتفاعليًا، بمشاركة جماعية من أعضاء هيئة التدريس.

 ما هو مفهوم “الاستثمار المعرفي”؟

الاستثمار المعرفي يعني أن المعلومات أصبحت بترول العصر. من لا يستطيع الاستفادة منها، سيكون لديه مشكلة. لذا نحاول استغلال هذه المعرفة في تطوير التعليم، وبدأنا بالفعل عبر منصات إلكترونية تحتوي على كل المواد العلمية والمراجع التي يحتاجها الطالب.

 هل هذا النظام مطبق في جميع الجامعات أم فقط جامعة حلوان؟

المجلس الأعلى للجامعات وضع ضوابط عامة، وكل جامعة تطبقه بطريقتها. في جامعة حلوان، اعتمدنا نظام الكتاب التفاعلي الإلكتروني بمشاركة جماعية، وتعود حقوق الملكية الفكرية للقسم العلمي.

IMG 20250724 WA0012 1 حلوان رئيس جامعة حلوان: نستعد لاستقبال 50 ألف طالب ونعمل على نقل التخصصات للعاصمة الإدارية| حوار موقع في الجامعة
حوار رئيس جامعة حلوان

 جامعة حلوان لديها جامعة أهلية وتكنولوجية وأرض في العاصمة.. هل هذا طبيعي لجامعة حكومية؟

نعم، جامعة حلوان تُعد نموذجًا جديدًا ومتكاملًا، فهي أول جامعة حكومية تمتلك هذا الهيكل: جامعة حكومية، وأخرى أهلية، وثالثة تكنولوجية، بجانب أرض بالعاصمة الإدارية. كل هذا يصب في صالح هدف واحد وهو تقديم تعليم عالي الجودة، ولا يمكن تحقيق ذلك دون الاهتمام بجودة الأستاذ والمنشأة، وهو ما تعمل عليه الجامعة حاليًا.

 ما أبرز التحديات التي تواجه أعضاء هيئة التدريس؟

أكبر تحدٍ هو استقطاب الكفاءات. كثير من الدول والمؤسسات الإقليمية تستقطب الأساتذة المتميزين، خاصة في التخصصات التي تتطلبها الأسواق الحديثة. لذلك نعمل على تحسين أوضاع الأساتذة سواء من الناحية الصحية أو المادية، لتوفير بيئة محفزة تجعلهم يفضلون البقاء والعمل في الجامعة.

 ما الإجراءات التي اتخذتموها لتحفيز الأساتذة؟

بدأنا بتحسين الرعاية الصحية من خلال منظومة التأمين الصحي، ونوفر دعمًا ماليًا للأساتذة من موارد الجامعة لاستكمال علاجهم بعد تغطية صندوق التأمين. كما أطلقنا برامج تعليمية دولية متميزة، تعتمد على احتياجات السوق، وتعود بدخل إضافي لأعضاء هيئة التدريس.

IMG 20250716 WA0001 3 حلوان رئيس جامعة حلوان: نستعد لاستقبال 50 ألف طالب ونعمل على نقل التخصصات للعاصمة الإدارية| حوار موقع في الجامعة

كيف انعكس ذلك على أعداد الطلاب الوافدين؟

بشكل كبير، فخلال عامين فقط ارتفع عدد الطلاب الوافدين من 2000 إلى 7000 طالب. نستهدف أن يصبح 10% من طلاب الجامعة من الوافدين، ونعمل حاليًا على التسويق بقوة لهذا الملف، خاصة مع إطلاق أكثر من 110 برنامج، من بينها برامج دولية بدأ عددها يتجاوز 12 برنامجًا.

هل هذا التوسع يعود بدخل ملموس على الجامعة؟

بالتأكيد، فكل هذه البرامج تحقق دخلًا مباشرًا يعود على أعضاء هيئة التدريس والعاملين والطلاب. كما أننا بدأنا نهتم بإنتاج مخرجات تعليمية ذات قيمة معرفية ومادية، سواء كانت كتبًا جامعية أو برامج إلكترونية أو محتوى تدريبي.

ماذا عن ربط الطالب بسوق العمل؟

نطبق مشروع “تشغيل الطلاب”، ونسعى لتوفير تجربة عملية حقيقية لهم. على سبيل المثال: طلاب أقسام الملابس صمّموا التيشيرتات والهدايا الخاصة بأسبوع شباب الجامعات، وطلاب علوم الرياضة يعملون في أندية الجامعة، وطلاب السياحة والفنادق يشاركون في تشغيل الكافيتريات، وكل ذلك مقابل أجر يومي ضمن مفهوم التعليم والتدريب.

 هل الجامعة لديها شركة للاستثمار؟

نعم، أنشأنا شركة وفقًا لقانون الاستثمار 2018، بالتنسيق مع هيئة الاستثمار. الهدف منها إنتاج موارد حقيقية من داخل الجامعة، واستثمار مخرجات البحث العلمي بشكل يعود بالنفع على الجامعة ومنتسبيها، ويدعم الاستقلال المالي مستقبلًا.

هل جامعة حلوان لديها القدرة على الاستقلال المالي الكامل عن الدولة؟

لا أريد استباق الأحداث، فالإعلان الرسمي يخص معالي وزير التعليم العالي، لكن دعني أؤكد أن الجامعات المصرية حاليًا يجب أن تُعيد التفكير في تمويلها، خاصة في ظل الطفرة الاقتصادية والعمرانية التي تعيشها الدولة، من مدن جديدة وصناعة وتجارة وزراعة. فالجامعات هي بيت الخبرة والعقول، وهي من يُخرج الكفاءات التي تنهض بهذه القطاعات.

إذا كنا ننتج طلابًا مؤهلين، ونشارك في الخطط الوطنية، فبالتالي يمكننا تحقيق دخل كافٍ للاستقلال المالي.

إذًا الجامعة تتجه نحو الاكتفاء الذاتي؟

نعم، نحن نعمل على بناء نموذج يحقق هذا الهدف. نستثمر في البرامج التعليمية، في الأبحاث، في تدريب الطلاب، وننفتح على التعاون مع القطاع الخاص، ونُطور آليات التسويق لمنتجاتنا البحثية والتعليمية. الهدف هو أن يكون لدينا دخل مستدام يضمن جودة التعليم ويحافظ على مجانية التعليم للطلاب المستحقين.

هل الجامعة مستعدة للحفاظ على هذه الاستمرارية بعد انتهاء فترتكم؟

بكل تأكيد، نحن لا نعمل وفق رؤى شخصية، بل نبني نظامًا مؤسسيًا متكاملًا. الاستقلال المالي لا يعني العشوائية، بل الاستناد إلى ضوابط مالية وأكاديمية دقيقة، رؤيتنا تتوافق مع توجّه وزارة التعليم العالي، ونعمل على ترسيخ آليات تجعل كل رئيس جامعة قادم قادرًا على البناء فوق ما تحقق.

 كيف يُمكن أن يدعم الاستقلال المالي استبقاء الكفاءات؟

الاستقلال يمنحنا مرونة في التعاقد، مثل التعاقد مع أساتذة فوق السن القانوني أو مع خبرات نادرة، وهو أمر لا يمكن تحقيقه في النظام التقليدي. لدينا بالفعل كفاءات كثيرة تتجه للعمل في الجامعات الخاصة أو الأهلية بعد التقاعد، ونحن نريد الاحتفاظ بهم بما يحقق مصلحة الجامعة والطلاب.

 هل تشمل هذه الرؤية دمج الجامعة الأهلية والتكنولوجية ضمن الجامعة الأم؟

IMG 20250724 WA0011 1 حلوان رئيس جامعة حلوان: نستعد لاستقبال 50 ألف طالب ونعمل على نقل التخصصات للعاصمة الإدارية| حوار موقع في الجامعة

نعم، الرؤية التي تقدم بها الدكتور أيمن عاشور وزير التعليم العالي تتضمن دمج الكيانات التابعة للجامعة في منظومة موحدة. الهدف هو توحيد الرؤية والموارد والخدمات، وتكامل الأدوار، بما يُمكّن الجامعة من تقديم نموذج متكامل للتعليم العالي.

 ما الطموح في هذا الملف؟

الطموح أن يكون لدينا كيان مؤسسي تعليمي منتج، يعتمد على ذاته، ويشارك في خطط الدولة، ويُصدّر التعليم والمعرفة للعالم. نريد أن نرى جامعاتنا مراكز إقليمية للعلم، وهذا لن يتحقق إلا باستقلال مالي حقيقي، قائم على جودة التعليم، واستثمار الموارد والعقول.

 هل فعلاً راتب أستاذ جامعة حلوان يقترب من راتب أساتذة الجامعات الخاصة؟

إحنا بنحاول طبعًا إن المرتب يقترب من ده، لكن المهم يكون الأستاذ عنده جودة حقيقية في شغله. الأستاذ اللي بيطور من نفسه، وبيشتغل على برامجه، وبيقدم محتوى علمي وتدريب، ويشارك في منظومة البحث العلمي، وبيجذب طلاب وافدين، هو ده اللي بيستحق يكون له دخل أعلى. عندنا خمس روافد بتحسن دخل عضو هيئة التدريس.

 الجامعات الحكومية بتسعى لتحسين دخل الأساتذة من خلال تنمية مواردهم الذاتية؟

طبعًا، لازم كلنا نشتغل في منظومة واحدة، لأن إحنا في النهاية أساتذة جامعة، وكل شوية حد بيتقدم الصف وبيقود الجامعة، فلازم يكون في نظام مشترك للعمل الأكاديمي وتمويل ذاتي يضمن استمرارية الجامعة.

 

ما مدى الضغط الموجود على الجامعات الحكومية؟

عدد طلاب التعليم العالي وصل لحوالي 3.5 مليون طالب موزعين بين جامعات حكومية وأهلية وخاصة وتكنولوجية.

6 جامعات فقط، زي القاهرة، حلوان، عين شمس، إسكندرية، المنصورة، وأسيوط، شايلين ما بين 45 لـ50% من الطلاب. وده عبء كبير جدًا، وبيخلي من الضروري إن الجامعات دي تهتم بمواردها وتطور نفسها.

 

 ما خطة الوزارة للتعامل مع هذا الضغط وضمان مجانية التعليم؟

الهدف هو الوصول لمفهوم “الاستثمار المعرفي” و”الاستثمار التعليمي”، من أجل القدرة للحافظ على مجانية التعليم. يجب الجامعات تخلق دخل ذاتي من خلال جذب الطلاب الوافدين، وتقديم خدمات واستشارات، وهذا ما قاله الرئيس بنفسه.

 

 هل ده جزء من طبيعة الجامعة المصرية وتاريخها؟

بالضبط، الجامعة المصرية تاريخها معروف، كانت دومًا قبلة للوافدين من كل الدول العربية والأفريقية. وده أحد مظاهر قوتنا الناعمة. رؤساء حكومات ومؤسسات دولية درسوا في مصر وبيفخروا بكده.

هل فكرة الاستقلالية تشمل دمج الأهلية والتكنولوجية في نفس المنظومة؟

نعم، هذا ما عرضه الدكتور أيمن عاشور، وزير التعليم العالي والبحث العلمي، إن كل الكيانات المرتبطة بالجامعة تندمج في منظومة واحدة. عندنا مثلًا مشروع نادي جامعي، وأنا أتوقع إننا نوصل لمرحلة يكون فيها النادي والأنشطة الرياضية ضمن منظومة استثمارية متكاملة.

 نادي جامعة حلوان تجربة جديدة ومختلفة.. ما الذي يميز هذه التجربة؟

نادي جامعة حلوان هو تجربة فريدة، لأول مرة يتم تأسيس نادٍ جامعي بهذا الشكل في جامعة مصرية وفق قوانين وزارة الشباب والرياضة، وأصبح ناديًا رياضيًا اجتماعيًا يخدم الأعضاء ويستثمر في طلاب الجامعة.

وبعد تطبيقه عندنا، بدأت جامعات أخرى تحذو نفس النهج، وحاجة حلوة إن الجامعات تتكامل على فكرة ناجحة.

 

ما حجم الاستثمار الذي يمثله النادي للجامعة؟ وهل له فروع أخرى؟

بالفعل أصبح استثمارًا كبيرًا جدًا للجامعة، وهناك فروع متعددة، ونعمل حاليًا على إنشاء أول نادٍ مخصص للسيدات. النادي بيستوعب قدرات طلابنا البالغ عددهم حوالي 220 ألف طالب، والجامعة فيها كوادر رياضية متميزة في جميع الكليات، وليس فقط كليات التربية الرياضية.

 

 هل تم تأسيس أكثر من فرع للنادي؟ وهل هناك نادي مخصص للسيدات؟

بالفعل، لدينا خطة للتوسع، وسيكون هناك نادي مخصص للسيدات. فكرة النادي قائمة على رؤية شاملة، وأهم ما يميز جامعة حلوان هو أننا لم نكتف بفكرة النادي الرياضي فقط، بل أنشأناه وفقًا لضوابط الرياضة الرسمية، وتم تسجيل فرقنا في معظم الاتحادات، ونشارك في بطولات رسمية.

 

هل من أمثلة على دعم الجامعة لأبطال رياضيين؟

نعم، لدينا بطل في المصارعة من طلاب البايوتكنولوجي فاز ببطولة أفريقيا، والجامعة منحته خصم 50% من المصروفات، وأحد خريجي الجامعة ورجل أعمال تكفل بالباقي.

إحنا بندعم الطلاب الأبطال، وبنتفاوض حاليًا مع نادي الترسانة لنقل بعض اللاعبين، وبيتم تسجيلهم في الاتحادات الرياضية بشكل رسمي.

 

 هل من الممكن أن نرى فرق الجامعة تشارك في البطولات الرسمية؟

نعم، بالفعل هناك فرق تشارك في مسابقات تحت الأعمار المختلفة، وتم تسجيلها رسميًا في معظم الاتحادات. وهدفنا أن نكون فاعلين في المشهد الرياضي الجامعي والوطني. وهنشارك في كأس مصر باسم “جامعة حلوان”.

 

لو لعبت جامعة حلوان ضد النادي الأهلي، تشجع مين؟

أشجع جامعة حلوان طبعًا، دي مؤسستنا وأولادنا.

 

 هل في استعدادات خاصة للعام الدراسي الجديد؟

نعم، نستعد للعام الجديد بعدد من التوسعات. تم بالفعل افتتاح كلية العلوم الطبية وعلوم التغذية، وكان عليها إقبال شديد لأنها بتخاطب احتياجات سوق العمل، وهناك خطط لفتح كليات الزراعة والطب البيطري من خلال شراكات دولية.

 

هل ستُفتح كلية الزراعة من جديد في حلوان؟

نعم، كلية الزراعة انتهى تجهيزها بالفعل ونأمل في بدء الدراسة بها العام المقبل داخل الحرم الجامعي في حلوان.

 

 وماذا عن كلية الطب البيطري؟

ما زلنا نعمل على تأسيسها، ونسعى لتكون ضمن توسعاتنا بالشراكة مع جامعة دولية.

 

هل هناك برامج جديدة تُلبّي احتياجات سوق العمل؟

بالتأكيد، أطلقنا مؤخرًا برنامجًا جديدًا في “الأعمال المصرفية”، تماشيًا مع التوجيهات الرئاسية لتطوير قطاع الدراسات التجارية.

والبرنامج أقره المجلس الأعلى للجامعات، وسينطلق في جامعات القاهرة، إسكندرية، عين شمس، وحلوان. أيضًا هناك برنامجان جديدان في “الأمن السيبراني” ضمن خطتنا لتطوير أكثر من 50 برنامجًا عبر الجامعات الثلاث التابعة لنا.

 

 هل هناك برامج تعليمية بنظام التعليم التبادلي؟

نعم، التعليم التبادلي من أنجح التجارب لدينا، خاصة في مجالات السياحة والفنادق. لدينا 4 آلاف طالب في هذا البرنامج، يتعلمون 5 أيام عملي في الفنادق ويومًا نظريًا في الجامعة. الشركة تدفع لهم أجرًا شهريًا وتتحمل المصروفات.

 

 ما هو مستقبل الجامعة الأهلية؟ وهل تم فتح باب القبول؟

لدينا أكثر من 10 آلاف طالب حاليًا في الجامعة الأهلية، والمستهدف الوصول إلى 25 ألفًا. فتحنا باب القبول المبكر للطلاب الذين أنهوا دراستهم في الشهادات المعادلة مثل الـIG والدبلومات، وليس لطلبة الثانوية العامة في الوقت الحالي.

 

 بصفتكم رئيس اللجنة العليا لاختبارات القدرات، كيف ترى أهمية هذه الاختبارات؟

اختبارات القدرات مهمة لاختيار الموهوبين والمبدعين. مثلًا، تخصص علوم الرياضة أصبح متاحًا لكل من العلمي والأدبي، مما زاد عدد المتقدمين، فاختبار القدرات يضمن أن الطالب لديه المهارات التي تتناسب مع المجال، ويمنع دخول الطلاب الذين لا تتناسب قدراتهم مع التخصص.

 

 هل تم تعديل شروط القبول في كليات علوم الرياضة؟

نعم، تم إلغاء شرط معادلة الطول والوزن الذي كان يحرم كثيرين من القبول، وتم تطوير التخصص ليشمل مجالات مثل إدارة رياضية، إعلام رياضي، تصوير رياضي. وسيخضع الطالب لاختبارين: مهاري وعام.

 

 هل التخصص سيكون من أولى كلية؟

نعم، الطالب وهو بيمتحن القدرات هيكون على علم بتخصصه. وبالنسبة للأبطال الرياضيين، عملنا ضوابط تضمن إن اللي يثبت فعلًا إنه بطل، سواء أوليمبي أو على المستوى القاري، يقدر يدخل التخصص بدون تلاعب.

 

 وماذا عن كليات التربية النوعية والفنية؟

لم تخرج من المعادلة، لكننا قمنا بإلغاء الاختبار المركزي لأنه كان يمنع الطلاب من التقديم قبل معرفة نتيجتهم. أصبح الآن الطالب يُختبر داخل الكلية التي يريد دخولها، لضمان العدالة.

ما رأيك في نظام البكالوريا المقترح؟ وهل ترى أنه قابل للتطبيق في مصر؟

البكالوريا نظام عالمي، ومبني على التخصص المبكر واكتشاف المهارات من مراحل التعليم الأولى. نحن بحاجة لإعطاء مساحة أكبر للتعليم الفني والتكنولوجي، لأن سوق العمل في الداخل والخارج يحتاج هذه المهارات أكثر من التعليم الأكاديمي التقليدي.

لكن لا بد من تفهم المجتمع لهذا النظام، حيث إن تطوير التعليم محتاج وقت ومراحل وابتدى من زمان. المشكلة عندنا إن مخرجات التعليم الثانوي قائمة على الحفظ، الطالب ما بيكتسبش مهارات حقيقية، وهذا يؤثر على مستواه في الجامعة.

 

 محتاجين إيه في التعليم العالي؟

محتاجين نوسع التعليم الفني والتكنولوجي، البلد والمجتمع محتاجين هذا. المصانع مليانة مهندسين لكن محتاجين آلاف الفنيين والتقنيين، هذا ما يحدث في العالم كله، لازم نكتشف المهارات من بدري.

 

 كيف ننقذ الطلاب الموهوبين من ضغط المجموع؟

لازم يبقى فيه نظام منحة حقيقية للموهوب، مثل ما يحدث بالخارج. الطالب الموهوب يكون له ملف موثق، وتكون له فرصته في التعليم الجامعي.

 

 ما هي الأزمة التي يشهدها مجال الفنون حاليًا؟

المشكلة إن المنظومة اللي كانت زمان بين التعليم والثقافة والإعلام تفككت. الجرعة الثقافية في الإعلام ضعيفة، والسوشيال ميديا دخلت ثقافات مش بتعبر عن هويتنا، والدراما أحيانًا بتقدم صور مشوهة.

 

 هل ترى اهتمام حالي من الدولة بالفن؟

نعم، هناك توجه واضح من القيادة السياسية لإعادة دور الرسالة الإعلامية والفن، لأن الفن بيمثل قوتك الناعمة، خصوصًا في زمن الحروب الثقافية.

 

 هل لديكم خطة في الجامعة للجيل الجديد؟

بنشتغل على جعل الطالب يشارك بنفسه، يتحمل مسؤولية، يشتغل، ويكون له دور. الحوار الأسري مهم، الرحلات، المتاحف، الأنشطة الفنية والثقافية، كلها بتساعد الطالب يفهم مجتمعه وهويته.

ممكن الأنشطة تبقى جزء من المقررات الدراسية؟

لأ، ليس من المقررات، لكن لازم تتفعل كأنشطة أساسية. التكنولوجيا سيطرت على الطلبة، وده سبب مشاكل نفسية كتير زي التوحد، فلازم نرجع دور المدرسة والجامعة في بناء الإنسان.

 

رسالتك الأخيرة لأسرة جامعة حلوان؟

لازم نثق في نفسنا، ونؤمن إننا نقدر. جامعة حلوان قوية وكبيرة، وعندها مقومات عظيمة، لازم نشتغل ونؤمن بأفكارنا، مش هيغير ولا يطور غيرنا. وإحنا اللي بنصنع الفكر وبنشكل الوعي، فدورنا مهم جدًا في مجالات زي الثقافة والفنون والتكنولوجيا.

إحنا أول جامعة عملت متحف، وأول تمثال ميداني، وأول مركز شباب. ده تاريخ الجامعة، ولازم كلنا نحافظ عليه ونطوره. وإحنا عندنا إيمان إن بكره أحسن بإذن الله.

الرابط المختصر للخبر:

https://filgamaa.com/rCQvII
روعة السيد
روعة السيد
المقالات: 753

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

ابق على اطلاع ولا تطغى عليك الأمور، اشترك الآن!