رسالة ماجستير للباحثة مروة عبيد: أركان الإسلام الخمسة ليست شعائر مستقلة بل منظومة علاجية شاملة

ناقشت الباحثة مروة عبيد، رسالة ماجستير بعنوان “دور أركان الإسلام الخمسة في علاج الهشاشة النفسية” دراسة مقارنة بين المفهوم الإسلامي ومنهج علم النفس الغربي، وحصلت على درجة الماجستير المهني.

تناولت الدراسة التأثير العلاجي العميق لأركان الإسلام الخمسة في مواجهة مظاهر الاضطرابات النفسية، وذلك من خلال مقاربة علمية ونفسية وروحية، تربط بين الاضطرابات النفسية المعاصرة ومقاصد الشريعة الإسلامية، في ضوء ما يقدمه علم النفس الغربي والطاقة الحيوية من نماذج علاجية.

رصدت في الدراسة خمسة اضطرابات نفسية أساسية، وجري تحليلها وربطها بكل ركن من أركان الإسلام على النحو التالي:

1. اضطراب التعلق وتضخم الأنا (Attachment Dysregulation & Ego/Inflation):

يتمثل في الاعتماد المرضي على الأشخاص أو تضخيم الذات، ويعالجه ركن الشهادة (لا إله إلا الله) من خلال التوحيد الداخلي، وتحرير النفس من التعلقات الدنيوية، وإعادة مركزية الطاقة بالله مانح للأمان والهوية.

2. اضطراب تنظيم الانفعالات والغضب (Emotional Dysregulation):

يسبب التوتر وسرعة الأفعال. ويعالجه ركن الصلاة من خلال ممارستها كتمرين تأملي منتظم، ينظم النفس والانتباه الداخلي، ويعيد توازن الجهاز العصبي، ويمنح السكينة والاحتواء.

3. مقاومة التغيير والتشبث بمنطقة الراحة (Avoidance & Comfort Zone):

يظهر في الخوف من كسر النمط. ويعالجه ركن الصيام بصفته تدريباً عملياً على الانضباط، ومواجهة الشهوات، وكسر التلقائية النفسية، مما يعيد للنفس مرونتها وقدرتها على التغيير.

4. صعوبة التخلي والتثبيت المرضي (Difficulty Letting Go):

يتجلى في الخوف من الفقد، والتعلق بالأشياء أو العلاقات. ويعالجه ركن الزكاة كوسيلة عملية للتحرر من الشح الداخلي، وإعادة برمجة العلاقة بالمال والممتلكات، وغرس الثقة في العوض الإلهي.

5. الاجترار الذهني والإفراط في التفكير (Overthinking & Rumination):

يسرق الحضور ويضعف التركيز. ويعالجه ركن الحج من خلال رمزية التجرد والتنقل والرمي، بوصفه تدريباً عملياً على الانفصال عن الماضي والخوف من المستقبل، ومواجهة وساوس النفس وحبها برحمة بيقظة وتوكل وتسليم.

خلصت الدراسة إلى أن أركان الإسلام الخمسة ليست شعائر مستقلة، بل منظومة علاجية شاملة، تعيد بناء النفس وتقدمها إلى حالة الاتزان من خلال التوحيد والثقة والوعي الروحي.

وأوصت الدراسة بدمج هذه الرؤية في البرامج النفسية الوقائية والعلاجية.

وفيما يلي لقاء تليفزيوني خاص مع الباحثة: