أعلنت وكالة ناسا والإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي (نوا) ولجنة التنبؤ بالدورة الشمسية الدولية في 15 أكتوبر 2024 أن الشمس دخلت إلى فترة ذروة نشاطها في الدورة الشمسية الحالية (25) والتي قد تستمر للعام المقبل 2025.
وذكر البيان الذي نقلته الجمعية الفلكية، أن الدورة الشمسية هي دورة طبيعية تمر بها الشمس أثناء انتقالها بين النشاط المغناطيسي المنخفض والعالي كل 11 سنة تقريباً، ويحدث خلال ذروة الدورة الشمسية، تنعكس الأقطاب المغناطيسية للشمس وذلك سيكون ذلك مثل تبديل القطبين الشمالي والجنوبي للأماكن كل 10 سنوات – وتنتقل الشمس من حالة الهدوء إلى حالة نشطة.
الشمس دخلت ذروة نشاطها
أكد البيان، أنه خلال ذروة النشاط الشمسي يزداد عدد البقع الشمسية وبالتالي كمية النشاط الشمسي وتوفر هذه الزيادة في النشاط فرصة للتعرف على أقرب نجم لنا – ولكنها تسبب أيضًا تأثيرات في جميع أنحاء نظامنا الشمسي.
يؤثر النشاط الشمسي على الظروف في الفضاء المعروفة باسم الطقس الفضائي وعندما تكون الشمس أكثر نشاطاً تصبح أحداث الطقس الفضائي أكثر تكرارا ما ادى إلى زيادة وضوح الشفق القطبي في الأشهر الأخيرة بل وتم توثيق هذه الظاهرة في بعض البلدان العربية في حدث نادر جداً.
خلال شهر مايو 2024 أطلقت الشمس سلسلة من التوهجات الشمسية الكبيرة والانبعاثات الكتلية الإكليلية (سحباً من الجسيمات المشحونة والمجالات المغناطيسية نحو الأرض)، مما أدى إلى حدوث أقوى عاصفة جيومغناطيسية على الأرض منذ 20 سنة وربما من بين أقوى عروض الشفق القطبي المسجلة في 500 عام الماضية.
نوه البيان، أنه بشكل عام لا يمكن للعلماء تحديد المدة الدقيقة لهذه الفترة من ذروة النشاط الشمسي لعدة أشهر لأنه لا يمكن تحديدها إلا بعد رصد انخفاض ثابت في النشاط الشمسي بعد الذروة ومع ذلك، حدد العلماء أن العامين الماضيين على الشمس كانا جزءاً من هذه المرحلة النشطة من الدورة الشمسية بسبب العدد المرتفع بإستمرار من البقع الشمسية خلال هذه الفترة ويتوقع أن تستمر ذروة النشاط الشمسي لمدة عام آخر تقريباً قبل أن تدخل الشمس مرحلة إنخفاض في نشاطها والتي تؤدي إلى الحد الأدنى من النشاط الشمسي.
أشار البيان، إلى تتبع علماء الفلك الدورات الشمسية منذ أن رصد غاليليو لأول مرة البقع الشمسية في القرن السابع عشر ولوحظ ان كل دورة شمسية مختلفة فبعض الدورات تبلغ ذروتها لفترات زمنية أكبر وأقصر والبعض الآخر لديه ذروة أصغر تستمر لفترة أطول.
تابع البيان: بحسب التقارير تجاوز نشاط البقع الشمسية في الدورة الشمسية 25 التوقعات قليلاً ولكن على الرغم من رؤية بعض العواصف الشمسية إلا أنها ليست أكبر مما توقعه العلماء خلال ذروة النشاط من الدورة، ولقد كان أقوى توهج في الدورة الشمسية حتى الآن هو X9.0 في 3 أكتوبر 2024.
أوضح البيان: وتتوقع وكالة (نوا) حدوث عواصف شمسية وجيومغناطيسية خلال فترة الذروة الشمسية الحالية مما يؤدي إلى فرص لرصد الشفق القطبي خلال الأشهر القليلة القادمة فضلاً عن التأثيرات التكنولوجية المحتملة، وذلك بالإضافة إلى ذلك، على الرغم من قلة تكرارها غالباً ما يرى العلماء عواصف كبيرة إلى حد ما خلال مرحلة انخفاض النشاط الشمسي من الدورة الشمسية.
أضاف البيان: بالتزامن مع هذا الحدث سيقترب المسبار باركر الشمسي التابع لوكالة ناسا لأقرب مسافة من الشمس في ديسمبر 2024 حيث سيكسر رقمه القياسي لأقرب مسبار من صنع الإنسان إلى الشمس وستكون هذه أول محاولة من ثلاث مخطط لها لمسبار باركر على هذه المسافة مما يساعد الباحثين على فهم الطقس الفضائي مباشرة من المصدر.
اختتم البيان: تعد توقعات الطقس الفضائي بالغة الأهمية لدعم المركبات الفضائية ورواد الفضاء في حملة أرتميس التابعة لوكالة ناسا ويعد مسح بيئة الفضاء هذه جزءاً حيوياً من فهم وتخفيف تعرض رواد الفضاء للإشعاع الفضائي.