
الكاتب الصحفي رفعت فياض يتحدث عن أزمات المنطقة فى ندوة بمعاهد أبو قير
شارك أحدث الأخبار
استمراراً للرسالة التى أؤمن بها وهى أن أساهم من جانبى فى تثقيف أبنائى من شباب الجامعات والمعاهد مستفيدا من خبرتى فى مجال العمل الصحفى التى إمتدت لأكثر من 50 عاما ـ سعدت أمس بلقائى مع طلاب المعهد العالى للعلوم التجارية ، والمعهد العالى للسياحة والفنادق وترميم الآثار بأبى قير لكى أتحدث إليهم وأستمع لهم ، وأحثهم على أن يعيشوا واقع بلدهم ومايحدث فيها داخليا وخارجيا ، والمخاطر التى تحيق بمصرنا العزيزة من جهاتها الأربع شمالا وجنوبا وشرقا وغربا ، خاصة وأن هذه المخاطر أصبحت مهددة للمنطقة العربية كلها ، وتهدد مسقبل وجودها بعد الذى يحدث حاليا فى المنطقة حاليا سواء من جانب إسرائيل أو من جانب الولايات المتحدة الأمريكية التى جعلت إسرائيل يدها الطولى فى المنطقة وتساندها فى كل شيئ وكأنها ولاية من الولايات المتحدة ومعها أيضا معظم الدول الغربية وآخرها مايحدث فى قطاع عزة بعد تفجر الأوضاع فى المنطقة فى 7 أكتوبر من العام قبل الماضى ، والذى تسبب حتى الآن فى تدمير أكثر من 80% من قطاع غزة وحاولت إسرائيل ومعها الولايات المتحدة الأمريكية أن تدفع كل سكان غزة إلى التهجير القصرى فى إتجاه مصر إلا أن مصر وقفت ومازالت تقف أمامه بكل قوة رافضة ذلك تماما ومعها أهل غزة أنفسهم أيضا الذين إربتطوا بأرضهم ويرفضون تركها حتى لو ماتوا قتلى فيها ، وإزدادت الأمور تعقيدا عندما بدأ الرئيس الأمريكى دونالد ترامب نفسه أن يطرح على لسانه فكرة التهجير القصرى هذه لسان غزة ، وأن تبنيها الولايات المتحدة الأمريكية بمعرفتها لتكون مثل منتجات الريفيرا الفرنسية ، يقول هذا وكأن غزة هذه قطعة من الولايات المتحدة الأمريكية وهى التى ستحدد مستقبلها أو مصيرها ، وهو ماوقفت ضده مصر بكل قوة ومعها كل الدول العربية بل وطرحت مصر أمام العالم بديلا آخر لتعمير غزة تقوده هى بالتعاون مع العديد من الدول العربية والإسلامية مع وجود سكانها على أرضهم ، بل وعملت جاهدت من بداية الأزمة على توفير المساعدات الغذائية لسكان غزة حتى لايتسبب الإحتلال الإسرائيلى موتهم جوعا ، ومازالت الأمور محتدمة حتى الآن بين كل الأطراف المتأثرين بهذه الأزمة ، ومازالت المخاطر تهدد حدودنا الشرقية والتى تقف مصر لهذه التهديدات بالمرصاد حتى لايقترب أحد من حبة رمل واحدة من أرض سيناء.
أما الخطر الآخر التى يحيق بمصر فيأتى لها من الجنوب وأقصد الشقيقة السودان التى يربطنا بها نهر النيل بالإضافة إلى الحدود الجغرافية إلا أن الحرب المستعرة فيها بين قوات الجيش السودانى وقوات الدعم السريع المنشقة عن هذا الجيش حولت الواقع فى السودان حاليا إلى مايشبه الحرب الأهلية سقط فيها آلاف القتلى من المدنيين الأبرياء ، وأصبح هذا الواقع فى هذه الجارة العزيزة يهدد أيضا الأم القومى المصرى خاصة بعد أن هرب إلى مصر مئات الآلاف من السودانيين وإستضافتهم مصر بكل ترحاب ومازالت حتى الآن ـ لكن إلى أى شكل ستنتهى هذه الحرب ؟ الله أعلم.
وأيا كان ذلك فمصر بجيشها وقوات المسلحة ستظل تحمى كل حدودنا سواء الشرقية منها أو الجنوبية أو الغربية بعد أن أصبحت الجارة ليبيا هى الأخرى شبه لادولة بعد أن إنقسمت إلى قسمين متصارعين الأول فى شرق ليبيا والثانى فى غربها ، ولايعرف أحد كيف ستنتهى الأمور بها ، ولهذا فنحن أمام حدود ملتهبة لابد أن نضع كل هذه المخاطر التى تحيق بحدودنا وبأمننا القومى.
لقد طلبت من أبنائى طلاب المعهدين ـ فى حضور كلا من د0شحاته السيد عميد المعهد العالى للعلوم التجارية و د0خالد فؤاد بسيونى عميد المعهد العالى للسياحة والفنادق وترميم الآثار ـ أن يجلسوا فقط لمدة ربع ساعة كل يوم أمام التلفزيون ، وأن يشاهدوا نشرة أخبار واحدة من أى قناة فضائية مصرية أو عربية حتى يكونوا ملمين بالأحداث الساخنة التى تعيشها المنطقة العربية حاليا ، وحتى يتعايشوا معها ، ويعرفوا كيف تتعامل مصر وقيادتها الرشيدة مع كل هذه الملفات والملفات الأخرى المرتبطة بهذه الأحداث ـ ولهذا لابد أن نكون على معرفة بكل ماتقوم به مصر فى مواجهة هذه الأحداث ، وأن نكون يدا واحدة فى جبهتنا الداخلية مساندين لدولتنا وقيادتها حتى لاتؤثر علينا هذه الأحداث وأن تقف الدولة شامخة فى مواجهة كل الصعاب الناتجة عن هذه الأحداث التى تهدد المنطقة العربية كلها.