طلاب هندسة المنصورة الجديدة يكتشفون أسرار العمارة القبطية في قلب القاهرة

نظمت كلية الهندسة بجامعة المنصورة الجديدة زيارة علمية متميزة لطلاب برنامج “العمارة البيئية وتكنولوجيا البناء”، لاستكشاف الكنوز المعمارية للتراث القبطي في القاهرة، وذلك تحت رعاية الدكتور معوض محمد الخولي، رئيس الجامعة، وبقيادة الدكتور وائل صديق، عميد الكلية، وبإشراف أ.م.د سارة البهلول، مدير البرامج الهندسية، والدكتور إبرام مجدي، مدرس مقرر “تاريخ ونظريات عمارة العصور الوسطى”.

بدأت الجولة من الكنيسة المعلقة، أقدم وأشهر الكنائس القبطية الأرثوذكسية في مصر، والتي شُيّدت على أنقاض برجين من الحصن الروماني القديم “بابليون”، مما يمنحها طابعًا فريدًا كونها “معلقة” بين برجين ضخمَين.

وقد أطلع مرشد متخصص الطلاب على الجوانب التاريخية والمعمارية المتميزة للكنيسة.

ثم توجه الوفد إلى كنيسة القديسين سرجيوس وواخس (أبو سرجة)، المبنية فوق المغارة التي يُقال إن العائلة المقدسة قد لجأت إليها أثناء رحلتها في مصر. تقع هذه الكنيسة داخل مجمع الكنائس الشهير بحي مصر القديمة، وتُعد من أبرز معالم القاهرة القبطية.

كما شملت الجولة زيارة دير سمعان الخراز بجبل المقطم، الذي يُعد من أكبر الأديرة مساحة في مصر، ويتميّز بكنيسته المنحوتة بالكامل داخل الجبل، حيث تتزين جدرانها بالنقوش الدينية والجداريات التي تحكي قصص القديسين.

ويضم الدير مسرحًا ضخمًا تقام فيه العروض الروحية وسط أجواء يضفي عليها النور الطبيعي مسحة من السكينة والجمال.

وفي ختام الجولة، شدد الدكتور وائل صديق على أهمية هذه الزيارات الميدانية، قائلاً:

“إن التفاعل مع المواقع التراثية يثري التجربة التعليمية، ويربط ما يتعلمه الطلاب نظريًا بما يشاهدونه على أرض الواقع، ما يساهم في تكوين مهندسين معماريين أكثر إبداعًا ووعيًا.”

من جانبه، أكد الدكتور معوض محمد الخولي أن هذه الأنشطة تمثل ركيزة أساسية في فلسفة التعليم التطبيقي التي تتبناها الجامعة، مشيرًا إلى دورها في ترسيخ الحس الوطني وتعميق فهم الطلاب للصلة بين العمارة والتراث المصري العريق.