نظمت كلية العلوم جامعة حلوان ندوة بعنوان (اكتوبر انتصارات وبطولات) فى إطار احتفالات الكلية بذكرى حرب أكتوبر المجيدة، وذلك تحت رعاية الدكتور السيد قنديل رئيس جامعة حلوان، والدكتور وليد السروجى نائب رئيس الجامعة لشئون خدمة المجتمع وتنمية البيئة، والدكتور مجدي الحجري عميد كلية العلوم، وبحضور وكلاء الكلية ورؤساء الاقسام العلمية ولفيف من أعضاء هيئة التدريس والطلاب.
حيث استضافت الندوة اللواء أركان حرب مصطفى بدر أحد أبطال حرب أكتوبر البواسل، وفضيلة الشيخ شريف السعيد أبو حطب مدير عام منطقة وعظ القاهرة ورئيس لجان الفتوى والمصالحات ولم الشمل بوعظ الأزهر الشريف بالقاهرة.
رحب الدكتور مجدى الحجرى عميد الكلية بالضيوف مؤكداً أن ذكرى نصر أكتوبر المجيدة ستبقى عيدًا لكل المصريين؛ تخليدًا لقوة إرادتهم وصلابتهم، لكفاءة قواتهم المسلحة وقدرتها القتالية المتميزة والتي سطرت ملحمةً وطنيةً خالدةً في حفظ تراب هذا الوطن وحماية حدوده، فتحية لدور القوات المسلحة المصرية الباسلة، وعبر عن تقديره لمنطقة وعظ الأزهر الشريف بالقاهرة، حيث أكد سيادته أن حرب أكتوبر لم تكن حرب عابرة في التاريخ، بل هي محطة فارقة في تاريخ الأمة العربية فقد أعادت الأمل إلى نفوس جموع المصريين والعرب، وأثبتت أن المصريون قادرون على الانتصار على إسرائيل، مهما كانت قوتها، ان حرب اكتوبر مازالت الى الان يتذكرها العالم كله ويضرب بها المثل على النصر المبين وكيف اظهرت تكاتف العرب ضد العدو الغاشم، فقد جمعت تلك الحرب الدول العربية للدفاع عن أراضيها المغتصبة واستعادت من خلالها مصر شبه جزيرة سيناء، كما استعادت سوريا هضبة الجولان بعد احتلالهما من قبل اسرائيل ظلمًا وعدوانًا، وستظل حرب اكتوبر المجيدة مصدر إلهام للأجيال القادمة، فهي قصة نصر حققته إرادة الأمة العربية، وعزيمة أبنائها، وتضحيات شهدائنا.
في هذه المناسبة، لابد أن نتذكر شهداءنا الذي أفنوا أنفسهم في سبيل رفعة الوطن ونستعيد مع تلك الذكرى دورنا الهام والمتواصل للدفاع عن الوطن والتضحية من أجل رفعته، وها أنتم هؤلاء الطلاب تخطون سبيلكم من أجل أن تكونوا مؤثرين في المجتمع، فابذلوا كل غال من أجل رفعة شأن وطنكم، وتذكروا شهدائنا الكرام الذين ضحوا بحياتهم من أجل الوطن والذين هم الآن أحياء عند الله يرزقون فرحين بما آتاهم ربهم بعد النصر المبين.
ورحب الدكتور محمد عبد العزيز وكيل الكلية للتعليم والطلاب بالسادة الحضور ووصف حرب اكتور بأنها حرب العزة والكرامة واستعادة الارض المعتصبة بسواعد ابنائها المخلصين اللذين كانوا على العهد، وسلامًا إلى أرواح شهدائنا الأبرار الذين رووا بدمائهم الزكية أرض مصر الطاهرة، وقدموا لأجيالٍ تأتي من بعدهم القدوة والمثل في التضحية والفداء. وتحيةً إلى رجال القوات المسلحة المصرية الذين يرابطون الآن في كل بقعةٍ من أرض مصر.
ومن خلال ذكرياته عن ايام حرب اكتوبر المجيدة أوضح اللواء أركان حرب مصطفى بدر أحد أبطال حرب أكتوبر، أن ما حدث لا يوصف حيث سمعتُ صوتا لم أسمعه من زمن طويل (صوت طائرات) ورفعت رأسي فاذا بتشكيل من الطائرات السوخوي المصرية فوق رأسي مباشرة ومن الدهشة والفرحة صعدتُ إلى أعلى الدشمة فوجدتُ اربع طائرات تتجه جنوبا وأربعا شرقا وبعد بُرهة لم آخذْ فيها نفسي تحولت النقطة القوية فى رأسِ العش وهو “موقع حصين كان تحت سيطرة العدو”، الى كتل متلاحمة من النار والدخان والأتربة وعندما نظرت شرقا رأيت على بُعدٍ انفجارات كثيفة في منطقة قطع بور فؤاد وقتها بدون شعور أخذتُ أردد الله اكبر. وأشاد سيادته، بزملائه من أبطال حرب أكتوبر وما قدموه من تضحيات بأرواحهم وأجسادهم وعقولهم ومعنوياتهم العالية والروح القتالية المتميزة والسباق من أجل نيل شرف الشهادة في سبيل الله من أجل تراب الوطن ورمال سيناء الغالية العزيزة، منوها أنه في بالغ السعادة بوجوده في هذا الصرح العلمي كلية العلوم حيث انه احد خريجين كلية العلوم جامعة الإسكندرية عام 1967.
وخلال كلمته قال “أبو حطب”، إن ذكرى نصر أكتوبر المجيد تسجل في قلوبنا لحظة نادرة توزن بالزمان كله، لحظة استشعر فيها المصريون معاني تلك الآيتين العظيمتين من كتاب الله عز وجل، حيث قال الله تعالى: {وما جعله الله إلا بشرى لكم ولتطمئن قلوبكم به وما النصر إلا من عند الله العزيز الحكيم}، وقال سبحانه: {وما جعله الله إلا بشرى ولتطمئن به قلوبكم وما النصر إلا من عند الله إن الله عزيز حكيم}. إنه حين امتلأ وجدان الإنسان المصري بهذه المعاني وتحقق بهذه الأنوار، ألقى إلى الله تعالى زمامه، ووثق بتأييده وتوفيقه، واطمأن قلبه لموعود ربه، وانطلق بكل إرادة وحسم مقررًا أن يصنع من إمكاناته المتاحة نصرًا عزيزًا مؤزرًا، يبقى في ذاكرة الدنيا ووجدان العالم.
وأضاف الشيخ شريف السعيد أبو حطب مدير عام منطقة وعظ القاهرة ورئيس لجان الفتوى والمصالحات ولم الشمل بوعظ الأزهر الشريف بالقاهر، فلتكن ثمرة نصر أكتوبر أن تمتلئ قلوبنا فخرًا واعتدادًا وثباتًا وثقة وقوة، أن ننطلق من روح نصر أكتوبر المجيد إلى العمل والجد والاجتهاد والتعمير والأمل والتفاؤل والوفاء بحق هذا الوطن العظيم، واثقين في أنفسنا، متحدين كل عوامل اليأس والإحباط، لا نعرف لكلمة المستحيل معنى، قادرين على قهر المحال، نحول الإحباط إلى ثقة، واليأس إلى أمل وتفاؤل.
وأشار “أبو حطب”، إن هذا الوطن أمانة يحملها جيل إلى جيل، ويسلمها جيل إلى جيل، ولا تزال الأمانة محفوظة مصونة مرفوعة فوق الرؤوس الأبية حتى وصلت إلينا، فلنقم بحق هذه الأمانة على أتم الوجوه وأكملها، وليكن اعتقادنا جازمًا ويقيننا مؤكدًا أن مصر محفوظة بحفظ الله لها، وأن الشر مهما تصاعد من حول أرض الكنانة مصر فإنه يأتي عندها وينكسر. اللهم أدم على مصر حمايتك ونصرك وتوفيقك، وابسط في هذا البلد الكريم بساط الأمان والهدى والنور والعافية.