أهم الأخبار

الأخبار الشائعة

أدخل بياناتك الآن لتحصل على آخر الأخبار

علي جمعة من معرض الكتاب: المؤسسات الدينية لها دَور كبير في دعم الأعمال الدرامية

شارك أحدث الأخبار

بحضور فضيلة مفتي الجمهورية.. إقبالٌ كثيفٌ على جناح دار الإفتاء المصرية بمعرض القاهرة الدولي خلال ندوة “الفتوى والدراما” للدكتور علي جمعة والفنان محمد صبحي

 

فضيلة المفتي الدكتور نظير محمد عيَّاد خلال ندوة الفتوى والدراما بجناح دار الإفتاء:

– من المهمِّ تقديمُ محتوًى إعلامي وثقافي يُسهم في بناء الإنسان ويحترم القيم الأخلاقية.

– يجب تضافُر الجهود بين علماء الدين والمفكرين وصنَّاع الفن لإعادة صياغة المشهد الثقافي والفني بما يخدم الوطن ويحمي هُوية المجتمع.

– دار الإفتاء تعمل جاهدةً لتعزيز الوعي الصحيح والرد على التساؤلات التي تثير البَلبلة.

– يجب بناء جسور الثقة بين الدين والفن والعمل على ترسيخ خطاب ديني مُتَّزِن وفن ملتزم.

 

الدكتور علي جمعة:

– علاقة الفتوى بالدراما ينتابها بعض التشابك والتداخل، ولا نريد أن نحكم عليها فقط، بل ندفع نحو تطويرها ودفعها إلى الأمام.

 

– التراث الإسلامي يعكس بعمق قضية الدراما وهناك شخصيات تاريخية حملت حكمةً وتجاربَ إنسانية ومثلت جانبًا مهمًّا منها.

 

– الدراما أساس يرتكز عليه التطور الفكري، ومن الضروري أن نعتاد على تقديم ما هو أفضل وأرقى في الدراما.

 

– الدراما المصرية منذ بداية القرن العشرين عملت على تقديم الواقع والمأمول، وأسهمت بشكل كبير في نقل الأخلاق إلى المجتمع.

 

– المؤسسات الدينية لها دَور كبير في دعم الأعمال الدرامية، وعلينا التعاون من أجل النهوض بالدولة الجديدة.

 

الفنان محمد صبحي:

– الدراما فنٌّ يقوم على الخيال في نقل الواقع والفن الصحيح يوجِّه رسالةً من دون تحطيم الأخلاق التي أتى بها الدين.

 

– هناك أعمال درامية تُظهر شخصيات شريرة، لكنها قد تساعد بشكل غير مباشر في انتشار الجريمة، وهذا يتطلب الانتباه إلى إسفاف الفكرة وليس اللفظ فقط.

 

– نحتاج إلى بناء الأطفال الذين خُربت عقولهم بوسائل التواصل الاجتماعي التي تملأ أفكارَهم بالشذوذ في ظل مخططات تهدف إلى هدم الأسرة والثقافة الإسلامية.

 

– الإعلام هو الوعاء الذي يحدد ما يُبث للناس من غَثٍّ أو سمين، وما نراه من سلوكيات عنف وسلبية في المدارس تم زرعه تدريجيًّا في المجتمع.

 

– الدين لا يُقيِّد الفنَّ صاحبَ الرسالة.. والدراما لا تُهين عالِم الدين.

– أُوصي بتوفير برامج وأعمال درامية تلائم الأسرة، مثل: مسلسل الشيخ الشعراوي ويكون ذلك بترويجٍ جيد من دار الإفتاء

***

شهد جناحُ دار الإفتاء المصرية بمعرض القاهرة الدولي للكتاب، لليوم الرابع على التوالي، ندوةً مميزة ناقشت موضوعًا شائقًا بعنوان: “الفتوى والدراما”، حيث شهدت إقبالًا كثيفًا من روَّاد المعرض وتفاعلًا كبيرًا من الحضور.

تناولت الندوة العَلاقة بين الدين والفن، وأثر الدراما في تشكيل وعي المجتمع ونقل القيم الدينية بشكل صحيح، وذلك بحضور فضيلة الأستاذ الدكتور نظير محمد عيَّاد -مفتي الجمهورية، رئيسِ الأمانة العامة لدُور وهيئات الإفتاء في العالم- وقد حاضر في الندوة كلٌّ من: الأستاذ الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف ورئيس اللجنة الدينية بمجلس النواب، والفنان محمد صبحي، الفنان القدير الذي اشتُهر بأعماله التي تجمع بين الفن الهادف والمعالجة المجتمعية، وقد قدَّم الندوة محاورًا الإعلامي شريف فؤاد، وتأتي هذه الندوة في إطار جهود دار الإفتاء لتعزيز التفاعل بين الفتوى والثقافة والفنون بما يخدم المجتمع ويوجهه نحو المسار الصحيح.

 

ومن جانبه تحدَّث  الأستاذ الدكتور علي جمعة -عضو هيئة كبار علماء المسلمين- عن علاقة الفتوى بالدراما، وهل هي عَلاقة تكامل أم تناقض، مؤكدًا أن هذا الأمر ينتابه التشابك والتداخل، ولا نريد أن نحكم عليه فقط، بل نريد أن نطوِّرَه ونسعى به للأمام، وليس الأمر فقط أن نعطي حكمًا بالجواز أو عدم الجواز بقدر ما نريد لهذا البلد الرائد الذي عاد إلى مكانته الأولى أن يسعى لتطوير هذه العَلاقة الجدلية بين الفن والدين.

 

علي جمعة: التراث الإسلامي يعكس بشكل عميق قضية الدراما

وأضاف الدكتور علي جمعة أن التراث الإسلامي يعكس بشكل عميق قضية الدراما، مشيرًا إلى شخصيات تاريخية، مثل: الظاهر بيبرس، وعنترة بن شداد، التي تحمل حكمةً وتجارِب إنسانية تنقلُها الأجيالُ عبر الزمن، وأكَّد أن هذه القصص تمثِّل جانبًا مهمًّا من الدراما، حيث تقدِّم دروسًا وعِبرًا.

وأشار إلى أنَّ الدراما قد تطوَّرت وسائلها بشكل كبير، موضحًا أنَّ الفكر الغربيَّ غالبًا ما يبدأ من الرواية، حيث تنشأ الفكرة في الرواية ثم تنتقل إلى السينما والصحافة والجامعات، وفي النهاية تصل إلى السياسة وصانعي القرار. من هنا، تُعدُّ الدراما الأساس الذي يرتكز عليه هذا التطور الفكري، وفي المقابل، كان الحكَّاؤون في الشرق ينقلون قصصًا مثل “بني هلال” في المقاهي والأسواق، ثم انتقلت هذه الحكايات إلى الراديو.

وتطرَّق  الدكتور علي جمعة إلى حادثة عُرضت على الشيخ أحمد بن صديق الغُماري، أثناء جلوسه في مسجد الحسين، بأن تُمثَّل شخصية سيدنا يوسف، فأوضح أن تمثيل الأنبياء محرَّم وَفْقًا لفتوى شرعية، لأن ذلك يتضمَّن عنصرَ الوحي ويختص بأبعاد خُلُقية خاصة؛ ولذلك رفض العلماء تمثيل الأنبياء. وقد وافق بعض أهل الدراما على استبعاد تمثيل الأنبياء على مضض، إذ تمسك الشيخ أحمد بن صديق الغُماري برأيه في تحريمه.

وأشار الدكتور علي جمعة إلى أن العلماء قد قَبِلوا فيما بعدُ فكرة الدراما بشكل عام، رغم أنهم لم يلتزموا بفتوى الشيخ أحمد بن صديق الغُماري بتحريم التمثيل، وتم الاستقرار على فتوى أخرى تسمح بذلك.

كذلك تحدَّث  الدكتور علي جمعة عن مدى نجاح الدراما في تقديم القيم والقضايا الأخلاقية، وطرح تساؤلًا حول ما إذا كنا نروي الواقع كما هو، أم نميل إلى تقديم ما نأمل أن يكون، وقال: “هناك مدرستان: الأولى تقول إنه إذا قدمنا الواقع، نعرض كيفية حياتنا الحقيقية، بينما الأخرى ترى أن تقديم القبح يؤثر سلبًا على المُشاهد، ويجعل النهاية باهتةً، لأن القُبح لا يفيد”، وأضاف أن هذا النزاع قد حدث بين الكاتبين الكبيرين: عباس العقاد، وإحسان عبد القدوس.

علي جمعة: الدراما المصرية منذ بداية القرن العشرين وحتى يومنا هذا عَمِلت على تقديم الواقع

وأشار إلى أن هذه القضية تتطلَّب فنَّانًا قادرًا على تحويلها إلى مهارة فنية، وليس مجرد معلومة، وأضاف أنه من الضروري أن نعتاد تقديمَ ما هو أفضل وأرقى في الدراما، وأن نطوِّر عَلاقتنا بهذا الفن، مشيرًا إلى أنَّ الدراما المصرية منذ بداية القرن العشرين وحتى يومنا هذا عَمِلت على تقديم الواقع والمأمول والفن من أجل الفن، وأسهمت بشكل كبير في نقل الأخلاق إلى المجتمع وتنظيمها.

ومن الناحية النقدية الدينية، أشار إلى أنَّ هناك حاجةً أكبر لتقديم نماذج مشرِّفة، مثل الفنان محمد صبحي، وأن التوصية بالحق والتعاون بين الناس يؤدي إلى الخير لكل المجتمع دون تفرقة.

ولفت الانتباه إلى ملاحظاته حول الأفلام المصرية، حيث لاحظ أنَّ هناك أخطاءً متكررة في تلاوة القرآن الكريم، وأن هناك تحريفًا غير مقصود في بعض الحالات أثناء بعض المشاهد التمثيلية، كما أشار إلى أن بعض المفاهيم الخاطئة قد ترسَّخت في الدراما، مثل فكرة أن الرجل لا يستطيع تطليق زوجته إذا فوَّض ذلك لها (جعل العصمة في يدها)، وهو أمر يتطلب تصحيحًا.

كما تحدَّث فضيلةُ الدكتور علي جمعة عن صورة رجل الدين في الدراما، مؤكدًا أن الغالبية العظمى من هذه الصور سلبية، وأن هناك قلة فقط عكست صورةً إيجابية له، مشيرًا إلى أنَّ بعض الممثلين استخدموا زِيَّ المأذون أو المدرِّس أو الشيخ الأزهري للسخرية، موضحًا أن هذا الأمر تزايد في فترة سياسية غير مستقرة، حيث كانت الظروف العامة صعبة وقَلِقة، وشدَّد على أهمية التعاون من أجل النهوض بالدولة الجديدة، مشيرًا إلى دَور القيادة المصرية والريادة التي كانت دائمًا تمثل مصر في التاريخ كمثال للخير ونبراس مضيء للعالم.

وحول دَور المؤسسات الدينية في دعم الأعمال الدرامية للحفاظ على صورة رجال الدين، أكَّد فضيلة الدكتور علي جمعة أنَّ التعاون بين هذه المؤسسات والفنانين قد بدأ منذ فترة طويلة، وأوضح أنَّ العديد من الروائيين والمُخرجين والمنتجين يتوجَّهون إلى مجمع البحوث الإسلامية لطلب النصائح الشرعية حول الأعمال الدرامية والأدبية، وبعض هذه النصائح يتم قبولها، بينما يتم رفض البعض الآخر، مما يُعيدنا إلى السؤال حول ما إذا كانت الفتوى مُلزمة أم لا، في هذا السياق، أشار فضيلته إلى أن الحُكم المُلزم هو حكم القاضي. وأكَّد أنَّ هناك تعاونًا قائمًا بالفعل، ودعا إلى تعزيز هذا التعاون ووضْعِ قواعد واضحة له.

وأضاف أنه من الضروري أن يتم تربية أبنائنا من أهل العلوم الشرعية على هذا المبدأ، بحيث تُمنح مساحة واسعة من الحرية، مع الأخذ في الاعتبار أنه إذا كانت هناك ملاحظات أو تحفُّظات، فيجب أن يتم التعامل معها بحذر واهتمام.

 

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

ابق على اطلاع ولا تطغى عليك الأمور، اشترك الآن!