شهدت امتحانات الثانوية العامة 2025 تطبيقًا متقدمًا لنظام التقييم الحديث الذي يعتمد على الفهم والتحليل، بدلًا من الحفظ والتلقين، في إطار خطة وزارة التربية والتعليم لتطوير منظومة التقييم ورفع جودة مخرجات التعليم قبل الجامعي.

 من الحفظ إلى التحليل: تغير جذري في طريقة وضع الأسئلة

انتقلت وزارة التربية والتعليم خلال السنوات الأخيرة من نموذج الامتحانات التقليدي، الذي كان يرتكز على الأسئلة المقالية الطويلة والحفظ المباشر للمقررات الدراسية، إلى نظام جديد يركّز على الأسئلة الموضوعية بنظام الاختيار من متعدد (MCQ)، والتي تُصاغ لقياس نواتج التعلُّم ومهارات التفكير العليا كالتحليل والتطبيق والاستيعاب.

تصميم إلكتروني وتصحيح آلي.. ضمانًا للجودة والعدالة

أصبح إعداد الامتحانات يتم إلكترونيًا من خلال لجان متخصصة لضمان الجودة، مع استخدام نظام البابل شيت للإجابة، الذي يقلل من تدخل العنصر البشري في التصحيح ويضمن العدالة والدقة في رصد الدرجات.

 توزيع متوازن للأسئلة وعودة للأسئلة المقالية القصيرة

يراعي النظام الجديد تنوع مستويات الأسئلة بين السهلة والمتوسطة والصعبة، مع توزيعها لتغطية كل أجزاء المنهج. كما تم إدراج نسبة من الأسئلة المقالية القصيرة المنظمة في بعض المواد مثل اللغة العربية والتاريخ والفلسفة، للحفاظ على مهارات الكتابة والتحليل.

 اختلافات جوهرية بين النظامين القديم والجديد

جدير بالذكر أن الدكتور خالد عبدالحكم، رئيس عام امتحانات الثانوية العامة، قال في مؤتمر صحفي بحضور وزير التربية والتعليم، إن هناك فروقًا واضحة بين طلاب النظامين الحديث والقديم هذا العام، أبرزها:

امتحان اللغة الإنجليزية موحد بين النظامين، لكن طلاب النظام الحديث سيجيبون على 42 سؤالًا مقابل 37 سؤالًا فقط في النظام القديم.

مواد مثل: اللغة العربية، التاريخ، الجغرافيا، الكيمياء، الفيزياء ستكون موحدة بين النظامين.

مادة الرياضيات مختلفة في شكل الأسئلة والمحتوى.

الطلاب في النظام الحديث يؤدون الأحياء مدمجة مع أجزاء من الجيولوجيا، بينما الجيولوجيا مادة مستقلة لطلاب النظام القديم.

تم تخفيف المناهج، فأصبحت اللغة الأجنبية الثانية غير مضافة للمجموع، كما تم دمج جزء من الجيولوجيا مع الأحياء.

إجراءات تنظيمية مشددة داخل وخارج اللجان

أوضح رئيس الامتحانات أن الوزارة اتخذت إجراءات أمنية قوية داخل اللجان لمواجهة محاولات الغش، منها:

زيادة عدد أفراد الأمن إلى 10 أفراد بكل لجنة.

التنسيق مع وزارة الداخلية لزيادة التواجد الأمني في اللجان الساخنة.

مواجهة حاسمة لأي محاولات لإيجاد “لجان أولاد الأكابر”.

حالات استثنائية: لجان خاصة في السجون والمستشفيات

تم توفير 9 لجان امتحانات خاصة في السجون، و6 في المستشفيات، لضمان أداء الطلاب المحبوسين أو المرضى للامتحانات أسوة بزملائهم.

كنترولات التصحيح.. توزيع دقيق للمهام

تم توحيد أعمال التصحيح في كل الكنترولات لبعض المواد، مثل:

العربي، التاريخ، الجغرافيا، الكيمياء، الفيزياء، الإحصاء، الرياضيات التطبيقية والبحتة يتم تصحيحها في جميع الكنترولات.

اللغة الثانية، الجيولوجيا، وفروع الرياضيات للنظام القديم سيتم تصحيحها في كنترول واحد فقط.

التظلمات تبدأ بعد إعلان النتيجة بأسبوعين

أعلنت الوزارة أن باب التظلمات سيفتح بعد أسبوعين من إعلان نتائج الثانوية العامة، مع الالتزام الكامل بالشفافية في عرض كراسات الإجابة للطلاب المتظلمين.

823 ألف طالب يؤدون الامتحانات هذا العام

بلغ عدد طلاب الثانوية العامة المتقدمين لأداء الامتحانات هذا العام 823 ألفًا و375 طالبًا وطالبة على مستوى الجمهورية، موزعين على لجان مؤمنة بالكامل، وسط رقابة مشددة لضمان نزاهة الامتحانات وتكافؤ الفرص.