
ملتقى الصحافة بإعلام القاهرة: تحديات وفرص التدريب الإعلامي في عصر التحول الرقمي
نوران عسكورة
نظَّم الملتقى العلمي لقسم الصحافة بكلية الإعلام بجامعة القاهرة، جلسته الثالثة تحت عنوان “فرص وتحديات التدريب الصحفي في ظل التحول الرقمي”، وذلك ضمن فعاليات اليوم الأول للملتقى، والذي ينعقد تحت رعاية الدكتور محمد سامي عبد الصادق، رئيس الجامعة، والدكتورة ثريا البدوي، عميدة كلية الإعلام، والدكتور شريف درويش اللبان، رئيس قسم الصحافة.
ترأست الحلقة النقاشية الدكتورة أمل السيد، الأستاذ بقسم الصحافة ومنسق المؤتمر، بمشاركة أ.م.د. عثمان فكري معقبًا للحلقة، ود. نيرمين الصابر مقررًا لها، افتتحت الحلقة النقاشية الدكتورة أمل السيد، الأستاذ بقسم الصحافة ومنسق المؤتمر، مؤكدةً أن هذه الجلسة هي محصلة الجلسات السابقة وكيفية التغلب على التحديات.
وأشارت إلى أن الواقع يحمل العديد من السلبيات، لكن الأمل يكمن في الانتباه للمنافسين مع وجود فكرة الريادة، إضافة إلى ضرورة تعزيز التربية الرقمية للطلاب لاستخدام الأدوات بشكل مهني، وأضافت أننا في زمن الأفراد الذين يستطيعون أن يقدموا فارقًا دون المؤسسات، وأن الطلاب لديهم استعداد للمغامرة.
بدوره، عرض الدكتور محرز غالي، الأستاذ بقسم الصحافة بكلية الإعلام، ورقته البحثية بعنوان “ريادة الأعمال الإعلامية بين تحديات التمويل والاستدامة للمشروعات الصحفية الناشئة”، وتوصلت ورقته إلى أن المشاريع الريادية القادرة على تحقيق استدامة نسبية هي تلك التي تفهم جمهورها، تتقن استخدام التكنولوجيا، وتتمسك بهوية تحريرية واضحة رغم التحديات المالية والتقنية والتنظيمية، فإن روح الابتكار والانفتاح على الشراكات تمنح هذه المبادرات فرصًا حقيقية للصمود والتطور.
أوضح “غالي” أن ريادة الأعمال الإعلامية لم تعد خيارًا هامشيًا، بل تحولت إلى ضرورة استراتيجية في ظل الانهيار التدريجي للنماذج التقليدية لتمويل الإعلام، واقترح ضرورة تقديم نماذج للتمويل مثل تقديم الخدمات حسب الطلب وتخصيص المحتوى، مؤكدًا ضرورة تطوير مقررات لها علاقة بالتمويل والإدارة، وإنشاء برنامج مشترك يؤهل الطلاب لإدارة وتمويل المؤسسات الصحفية، وتنفيذ مشروعاتهم على أرض الواقع بما يبعد تأثيرات رأس المال على المشروعات في بداية تنفيذها.
من جانبها، أوضحت الدكتورة رضوى عبد اللطيف، مدير مركز التدريب بمؤسسة أخبار اليوم، أن الصورة ليست قاتمة، بل هناك طفرة كبيرة وتطور في المناهج والخبرات العملية المقدمة لطلاب الإعلام. وعلى مستوى البحث العلمي، هناك اتجاهات حديثة متطورة في الصحافة، لذا يجب ربط الأبحاث العلمية بالواقع الإعلامي من أجل تطوير المهنة.
وأضافت ضرورة تنفيذ مشروعات التخرج المتميزة على أرض الواقع، وأن المشكلة الكبيرة في المؤسسات الصحفية هي عدم تطوير مهارات الصحفيين، لذلك يجب ربطها بالترقيات، وأشارت إلى التحديات التي تواجه الإعلام والمؤسسات الصحفية وهي: استخدام الذكاء الاصطناعي للأرشيف الصحفي للمؤسسات دون استفادة المؤسسات ماديًا، وضرورة توخي الحذر من المعلومات المقدمة من قواعد الذكاء الاصطناعي المتحيزة.
بالإضافة إلى تدريب طلاب الإعلام على التحقق من المعلومات على الإنترنت، ومهارات صحافة البيانات، ولغات برمجة الذكاء الاصطناعي وكيفية عمل برامجه ليصبحوا قادرين على إنتاج برامج جديدة وليس الاعتماد على برامج موجودة بالفعل. أشادت بالبرامج الدراسية الجديدة في كليات الإعلام.
وخلال مشاركته، أشار سامح عبد الله، مدير مركز الأهرام للصحافة، إلى ضرورة ربط التعليم الإعلامي باحتياجات المجتمع، وأوضح أنه لا توجد كوادر إعلامية قادرة على التعامل مع تحديات المجتمع بمعايير الصحافة العالمية، حتى وإن احتل البعض مناصب كبرى، فمقارنة بالمنافسين لا نمتلك كوادر حقيقية، ومع ظهور الصحافة الرقمية، أصبح المنافسون للمواقع المصرية هي المواقع الدولية الصادرة باللغة العربية، لذلك يحتاج الإعلاميون إلى إعادة تأهيل.
وأضاف مدير مركز الأهرام للصحافة أن المنظومة الإعلامية غير مؤهلة للتصدي لأي تحديات إعلامية، لذلك، إذا كان الإعلام رسالة، فيجب أن تكون رسالة مؤثرة. ودور كلية الإعلام هو تدريس مقررات عامة ليصبح الطلاب خبراء متخصصين في المجال الذي يعملون فيه، وتعليمهم طرق الإدارة حتى يتمكنوا من العمل بعد التخرج، وتخريج طلاب صناع محتوى مؤثرين بشكل إيجابي، واطلاعهم على الصحافة المتطورة، والتركيز على فكرة تخريج الصحفي الشامل من الكلية.
أشار أسامة الديب، صحفي الوسائط المتعددة، إلى شعوره بالفخر لحصول المصريين على جوائز الصحافة والإعلام، موضحًا أن الفائزين بهذه الجوائز هم من استطاعوا توظيف التكنولوجيا في الصحافة، وكانت أقربها جائزة “ترو ستوري” التي حصلت عليها سارة أبو شادي عن قصة تجنيد الطلاب المصريين في الجيش الروسي والأوكراني.
وأوضح “الديب” أن تجربة نيويورك تايمز التي لا تزال تصدر نسخة مطبوعة مع إنشاء شركة للإعلانات تنتج ألعابًا على موقعها، وسياسة الاشتراكات في النسخة المطبوعة التي لا تقدم أي موضوع مكرر في الموقع الإلكتروني، أدت إلى صافي أرباح بلغ 2 مليار دولار من الاشتراكات، وهي المؤسسة الأفضل في استخدام “digital cross media” على مستوى العالم.
وأضاف أنه بالنسبة لكليات الإعلام، هناك طلاب يجتهدون بأنفسهم من أجل الحصول على مهارات مختلفة وتطوير أنفسهم، وأشار الدكتور عثمان فكري، أستاذ الصحافة بكلية الإعلام جامعة القاهرة، إلى أن كليات الإعلام حاليًا مطالبة بتخريج رواد أعمال إعلامية، وتصبح قادرة على تنفيذ مشروعات التخرج التي يقدمها الطلاب.
وأشاد بمستوى مشروعات التخرج في برنامجي الإعلام الرقمي والصحافة التلفزيونية، موضحًا أن قسم الصحافة يمتلك مشروعات تستحق التنفيذ، ويمكن التسويق لها من خلال برنامج الإعلان في الكلية، مؤكدًا ضرورة التكامل بين برامج الكلية المختلفة.
وفي نهاية الحلقة النقاشية، قدمت الدكتورة نيرمين الصابر، المدرس بقسم الصحافة بالكلية، أبرز النقاط التي تم تقديمها في الحلقة النقاشية، وهي: أهمية ربط التعليم بالمجتمع، والحاجة إلى مشروع متكامل لتطوير الإعلام، وأن كليات الإعلام لديها مشروعات تخرج متميزة، وضرورة تنفيذ حاضنات للإعلام، وأهمية وجود رؤية تكاملية بين مختلف برامج الكلية.
الجدير بالذكر أن الملتقى العلمي لقسم الصحافة يُقام خلال الفترة من 23 إلى 25 يونيو بمقر كلية الإعلام جامعة القاهرة، بمشاركة نخبة من الأكاديميين والخبراء والممارسين في المجال الإعلامي.
الرابط المختصر للخبر:
https://filgamaa.com/ErH3i4