
“من البوكليت للسماعات الذكية”.. وزير التعليم السابق يكشف كواليس معركة الوزارة مع “الغش” في الثانوية العامة
في رسالة مباشرة، تحدث رضا حجازي، وزير التربية والتعليم السابق، ورئيس جامعة الريادة RST، ورئيس فريق مشروع الألكسو لوضع رؤية استشرافية للتعليم العربي، عن واحدة من أخطر التحديات التي تواجه المنظومة التعليمية في مصر، وهي ظاهرة الغش في الامتحانات.
وكتب حجازي، في منشور مطوّل عبر حسابه الرسمي، إنه اختار الحديث عن المشكلة بصراحة وشفافية رغم حساسية موقعه السابق كمسؤول، مؤكدًا أن “الغش لم يعد مجرد ظاهرة، بل أصبح أزمة تتطلب مواجهة مجتمعية شاملة تتجاوز حدود اللجان والأسوار”.
أوضح الوزير السابق أن، الغش في الامتحانات كان موجودًا منذ عقود، لكنه تطور بشكل مقلق مع دخول التكنولوجيا، لتتحول المسألة إلى ما وصفه بـ”حرب قط وفار” بين الوزارة والطلبة، مؤكدًا أن الغش لم يعد مجرد خرق لقواعد الامتحان، بل يعكس خللًا في منظومة القيم.
– استعراض عددًا من الإجراءات التي اتخذتها الوزارة سابقًا للحد من الغش
واستعرض الوزير السابق، عددًا من الإجراءات التي اتخذتها الوزارة سابقًا للحد من الغش، من بينها نظام “البوكليت”، وتضمين أسئلة مقالية في الامتحانات، واستخدام العصا الإلكترونية في التفتيش، وإضافة باركود على أوراق الأسئلة لتتبع مصادر التسريب، فضلًا عن رصد حيل الغش المستحدثة مثل سماعات الأذن المزروعة وكروت الفيزا المتصلة بخطوط الهاتف.
كما أشار الدكتور رضا حجازي إلى، مناقشات جرت بالتنسيق مع جهات مختلفة لدراسة حلول أخرى، منها أجهزة التشويش على الإنترنت وكشف ذبذبات الهواتف، لكن التنفيذ كان يصطدم بمعوقات لوجستية وقانونية.
– الخلل الحقيقي ثقافي ومجتمعي
وأكد حجازي أن، “كل هذه الأدوات لا تمس جوهر المشكلة، لأن المشكلة الحقيقية تكمن في النظرة العامة إلى الغش، وكأنه وسيلة مقبولة للنجاح”، متسائلًا:
هل يشعر الطالب بالفخر إذا نجح بالغش؟ وهل يشعر الأهل بالرضا؟ وهل يمكن لهذا الطالب أن ينجح بنفس الطريقة في الجامعة أو الحياة؟
وأشار إلى، أن “خطر الغش لا يتوقف عند حدود اللجنة، بل يمتد إلى تشكيل مجتمع قائم على التلاعب لا على الكفاءة، مما يُضعف الثقة بين أفراده ويدمر فرص التقدم الحقيقي”.
– دعوة لمراجعة الهدف من التعليم
وتساءل الدكتور رضا حجازي: هل هدف المدرسة مجرد تحصيل الدرجات لدخول كلية معينة؟ أم أن دورها هو اكتشاف قدرات الطفل وبناء إنسان سوي نفسيًا، ملتزم بقيمه، قادر على العمل الجماعي، والتفكير النقدي، وتحمل المسؤولية؟
وشدد على أن “النجاح الحقيقي لا يُقاس بالدرجات فقط، بل بقدرة الطالب على مواجهة الحياة”، مشيرًا إلى أن “فشل الطالب في التعامل مع الواقع بعد النجاح الورقي، يعني فشلنا كمنظومة تربوية ومجتمعية”.
– دور الأهل بين الهدم والبناء
ولم يغفل حجازي دور الأسرة، مؤكدًا أن الأهل يمكن أن يكونوا جزءًا من المشكلة أو جزءًا من الحل، فبعضهم للأسف يشاركون في تسهيل الغش، بل ويضغطون على المدرسين لتجاهله، بينما الدور المنتظر منهم هو “الدعم، والاحتواء، والتشجيع على الاجتهاد، لا التبرير أو التواطؤ”.
حجازي يختتم: لنُعد بناء الإنسان المصري
اختتم رضا حجازي، رسالته بالدعوة لإعادة النظر في مفهوم النجاح والتفوق، وبناء إنسان مصري سوي، يعتز بقيمه، ويحقق أهدافه بالاجتهاد لا بالغش، مؤكدًا أن “مستقبل الوطن يبدأ من فصل دراسي نظيف، وبيت يُعلّم القيم قبل الدرجات”.
الرابط المختصر للخبر:
https://filgamaa.com/C1qfIJ