ندوة بجناح الأزهر بمعرض الكتاب تناقش كتاب «قضايا الطفولة في ميزان الشريعة»: وتوجه رسائل تربوية للوالدين

انطلاقًا من حرص الأزهر الشريف على ضرورة احترام حقوق الأطفال وتربيتهم تربية سليمة تتوافق مع الحقوق التى كفلتها الشريعة الإسلامية للطفل منذ كونه جنين في بطن والدته، مما يساعد بناء أجيال واعده وواعية قادرة على النهوض بوطنهم، نظم جناح الأزهر الشريف بمعرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته الـ 56، اليوم الأحد، ندوة بعنوان: قراءة في كتاب “قضايا الطفولة في ميزان الشريعة”، بقلم فضيلة الأستاذ الدكتور عباس شومان، وكيل الأزهر الأسبق، والأمين العام لهيئة كبار العلماء.

قال الدكتور شومان إن الدين الإسلامي الحنيف أعطى للطفل قدرًا كبيرًا من الاهتمام، حيث أن الإسلام يعني بالشخصية المسلمة بكل جوانبها وفي كافة مراحل تطورها، مشددًا على ضرورة عدم التغافل عن أبنائنا حتى لا يشتد عودهم وهم بلا تعاليم ولا أخلاق تؤدب وتهذب روحهم.

وتناول الدكتور شومان أكثر من قضية تخص الأطفال، من لحظة كونهم أجنةً في بطون أمهاتهم، حتى مرحلة الشباب، مستعرضًا مسألة الأجرة في الرضاع، حيث أكد على أن من يطالب بأجرة للأم يُنْزل من قدرها إلى مرتبة الأجيرة، وأن الزوجة في الإسلام مكرمة وليست خادمة مستأجرة.

عباس شومان: التربية السليمة للطفل تقوم على المراقبة ومراعاة الحال

أكد فضيلته أن التربية السليمة للطفل تقوم على المراقبة، ومراعاة الحال، واقتناص الأوقات التي تصلح للتوجيه بالقول، والأوقات التي تصلح للتوجيه بالفعل، فإن النفس البشرية عادة ما تنفر من محاولات التوجيه والسيطرة، والعاقل الذي يعرف كيف يطوِّع المواقف للتوجيه السليم، وكيف يختار هذه الأوقات، مشيرًا إلى أن الشريعة الإسلامية أوجبت للطفل حقوقًا مادية، وأخرى أدبية، تسبق مولده، وتواكب نشأته، تستهدف حفظَ بدنه وصحته، وإنماء ذهنه، وإحياء ضميره، وتحسين خلقه، حتى يبلغ الحلم، ويتحمل تبِعة التكليف الشرعي بالإيمان والعمل الصالح، فيسهم في عمران الكون ويحقق الخير لذاته وأمته.

ووجه فضيلته عدة رسائل للوالدين، أولها أننا جميعًا مسئولون عن أبنائنا وبناتنا، لا يخرج أحدَنا من هذه المسئولية عذرٌ؛ ولهذا فإن من حُسن الإيمان الالتفات إلى من نرعاهم ونعدهم لخير المستقبل، ولإعمار الأرض، كما طالب بالسعي والعمل، بعيدًا عما يعرقل أبناءنا من وسائل حديثة كان من المفترض أن تعينهم، وتيسر عليهم أمورهم، لا أن تكون معطلًا، بل مخربًا لعقولهم، وأجسادهم، لتكون قرة عين في الدنيا، ودعوة صالحة عند لقاء ربنا، وأن نتقي الله في أولادنا، ولنحسن غرسهم؛ حتى نجني ثمار تربيتهم، عملًا وحبًّا، وقيمة نافعة لأنفسنا وأوطاننا.

وتأتي مشاركة الأزهر في معرض القاهرة الدولي للكتاب للمرة التاسعة على التوالي، ويتواجد جناح الأزهر بقاعة التراث رقم (4)، طوال فترة المعرض لعام ٢٠٢٥م بمركز مصر للمعارض والمؤتمرات الدولية بالتجمع الخامس.