جامعة قناة السويس تنظم برنامجًا لمواجهة التطرف اللاديني

نوران عسكورة

نظمت كلية طب الأسنان جامعة قناة السويس برنامجًا تدريبيًا تحت عنوان: “مواجهة التطرف اللاديني المتمثل في تراجع القيم والأخلاق”، بمدرج الكلية، بمشاركة 50 مستفيدًا من العاملين والطلاب والطالبات وذلك تحت رعاية الدكتور ناصر مندور، رئيس جامعة قناة السويس.

وأكد “مندور” أهمية ترسيخ القيم الأخلاقية والإنسانية في وجدان الشباب، موضحًا أن الجامعة تحرص على التعاون مع المؤسسات الدينية والمجتمعية لتعزيز الوعي الفكري لدى الطلاب وحمايتهم من مظاهر التطرف والانحراف السلوكي والفكري.

وأشار رئيس جامعة قناة السويس إلى أن دور الجامعة لا يقتصر على التعليم فحسب، بل يمتد لبناء الإنسان الواعي القادر على التمييز بين الحق والباطل، وقام بتقديم البرنامج فضيلة الشيخ أيمن محمد عبد العال، الداعية بمديرية الأوقاف بالإسماعيلية وإمام وخطيب مسجد معهد إعداد الدعاة.

وألقى محاضرة تناولت محاور متعددة حول مفهوم التطرف اللاديني بوصفه أحد أخطر التحديات التي تواجه المجتمع في العصر الحديث، موضحًا أنه لا يرتبط مباشرةً بالدين وإنما يرتبط بأفكار منحرفة تهدد الاستقرار وتنشر الفوضى وتضعف القيم المجتمعية.

وقال الداعية بمديرية الأوقاف بالإسماعيلية إن وسائل التواصل الاجتماعي باتت ميدانًا خصبًا لبث الأفكار الهدامة والتشويش على عقول الشباب، مما يتطلب تكاتف الجهود لبناء منصات إلكترونية توعوية قادرة على التصدي لهذا الفكر المنحرف.

وتناول البرنامج كذلك مواجهة التطرف اللاديني من خلال بعدين أساسيين، أولهما المواجهة الفكرية الجادة لكل مفاهيم الفكر المتطرف ومحاربة جميع أشكال التكفير والعنف والتخريب، وثانيهما التصدي لمظاهر التراجع الأخلاقي مثل التنمر، الإدمان، الانتحار، التحرش، الزيادة السكانية، وارتفاع معدلات الطلاق وفقدان الثقة.

كما تناول البرنامج أهمية بناء الإنسان القادر على التفكير النقدي والإبداع والارتباط بقيم العلم والانتماء، مع تعزيز المناعة الحضارية من خلال الابتكار والمشاركة في تقدم البشرية في مجالات الذكاء الاصطناعي والبحث العلمي.

وأكدت المحاضرة أن القيم والأخلاق تمثل حجر الزاوية في بناء الأمم ونهضتها، مشيرة إلى أن الأخلاق هي المعيار الحقيقي للفلاح والنجاح، وهي التي تمنح المجتمعات الطمأنينة والثقة والتعاون والتماسك، واستشهد فضيلة الشيخ بعدد من الآيات القرآنية والأحاديث النبوية التي تؤكد مكانة الأخلاق في الإسلام.

وتم اختتام البرنامج بالتأكيد على أن غياب الأخلاق يؤدي إلى انتشار الفوضى والتناحر والبغضاء، فيما تسهم الأخلاق الحميدة في تعميق الروابط الاجتماعية وتعزيز المودة والتفاهم، وتحقيق العدالة والاستقرار، وبالتالي النهوض بالمجتمع والأمة بأكملها.