
اشترك في النشرة الإخبارية
أدخل بياناتك الآن لتحصل على آخر الأخبار
أدخل بياناتك الآن لتحصل على آخر الأخبار
ألقت الدكتورة نهلة الصعيدي، مستشارة شيخ الأزهر لشؤون الوافدين ورئيسة مركز تطوير تعليم الطلاب الوافدين والأجانب بالأزهر، اليوم الأحد، محاضرة تحت عنوان “اللغة العربية مفتاح العلم وبناء مستقبل الأمة”، وذلك ضمن فعاليات المؤتمر الدولي الثالث حول المعاهد الإسلامية (3rd ICOP) الذي تستضيفه جامعة دار النجاح بالعاصمة الإندونيسية جاكرتا.
شددت الدكتورة الصعيدي في كلمتها على أن اللغة العربية ليست مجرد أداة للتواصل، بل هي ركيزة أساسية للهوية الإسلامية والعلمية والحضارية للأمة. وأوضحت أن مكانة الأمة وعزتها ترتبطان ارتباطًا وثيقًا بعزة لغتها، مشيرةً إلى أن اختيار الله تعالى للغة العربية لتكون لغة الوحي والقرآن الكريم لم يكن عبثًا، بل لحكمة ربانية لما تتمتع به من دقة واتساع في الدلالات ومرونة في الاشتقاق، مما يجعلها الأقدر على التعبير عن المعاني الشرعية والعلمية.وقالت: “لغةٌ إذا عظمت في النفوس، عظمت الأمة، وإذا ضعفت، ضعُف الدين، واضطرب العقل، وذبلت الهوية.”
كما استعرضت مستشارة شيخ الأزهر الدور التاريخي للغة العربية بوصفها لغة علم عالمية خلال عصر النهضة الإسلامية، مؤكدةً أنها كانت لسان الفقه والفلسفة والطب والهندسة والفلك. وذكرت أمثلة بارزة مثل الخوارزمي وابن سينا، الذين دوّنوا علومهم العظيمة بالعربية. وأبرزت قدرة العربية الفائقة على التعبير عن المفاهيم المجردة والدقيقة، مما أهلها لتكون لغةً للرياضيات والمنطق.
ودعت إلى استعادة هذا الدور، خاصة في هذا العصر عصر التكنولوجيا الحديثة والذكاء الاصطناعي ،وفتح آفاق جديدة لإعادة مكانتها العلمية، وقالت: “إن عودة العربية لغةً للعلم ليست ترفا، بل هي ضرورة نهضوية.”
وأكدت الدكتورة نهلة الصعيدي التحديات التي تواجه اللغة العربية في العصر الحديث، بما في ذلك ضعف المناهج التعليمية، وسيطرة العامية في الإعلام، وتأخر المحتوى الرقمي العربي، إضافة إلى التحدي النفسي المتمثل في الانبهار باللغات الأجنبية.
وفي هذا الصدد، قدمت الدكتورة الصعيدي رؤية عملية لمواجهة هذه التحديات، مؤكدةً أن النهوض باللغة العربية ليس ترفًا ثقافيًا بل “فرضُ عينٍ على كل غيور على أمته وهويته ودينه.”
واختتمت الصعيدي محاضرتها بتوصيات عملية شاملة في مجالات التعليم والإعلام والتقنية والشأن الشرعي والسياسات العامة، داعيةً إلى إصلاح المناهج، وتأهيل المعلمين، وإطلاق منصات رقمية عربية عالية الجودة، وتشجيع استخدام الفصحى في المنابر والإعلام، وسن تشريعات تحمي اللغة.
وفي كلمتها الختامية، استشهدت الدكتورة الصعيدي ببيت الشاعر حافظ إبراهيم: “أنا البحر في أحشائه الدرُّ كامنٌ، فهل ساءلوا الغواص عن صدفاتي؟”، لتدعو الجميع لأن يكونوا “غواصين في بحرها، حراسًا لدررها، بناةً لمستقبل أمتنا بلغتها.”
دعت الدكتورة نهلة الصعيدي في الختام إلى تضافر جهود الأفراد والمؤسسات للحفاظ على اللغة العربية وتجديد دورها، مؤكدةً أن اللغة هي روح الأمة وهويتها الحية، وأن مستقبل الأمة ونهضتها يعتمد على عودة العربية إلى مكانتها الريادية.
الرابط المختصر للخبر:
https://filgamaa.com/XJTCIb