بعد نجاح النهضة ببني سويف..هل يتسبب غزو الجامعات الخاصة للصعيد في “فقاعة تعليمية”

جامعة النهضة ببني سويف

الجامعات الخاصة في الصعيد، يشهد قطاع التعليم العالي خلال السنوات الأخيرة، زيادة الاستثمارات الموجهة إلى إنشاء جامعات جديدة لتلبية احتياجات السوق المصري الذي يتجه نحو البرامج التعليمية المتطورة التي تأتي بشراكات مع جامعات أجنبية مرموقة لتطوير المحتوى العلمي الذي يتم تدريسه في الجامعات المصرية.

وأصبحت محافظات الصعيد أحد أكثر المناطق جذبا لضخ استثمارات في الجامعات الخاصة، حيث تضم محافظات الصعيد بداية من محافظة الفيوم وحتى سوهاج 7 جامعات خاصة، هي النهضة ببني سويف وميريت بسوهاج الجديدة وسفنكس بأسيوط وبدر بأسيوط ودرايه بالمنيا الجديدة، قبل أن ينضم إليهم هذا العام جامعتي اللوتس بالمنيا الجديدة ووادي النيل بمدينة دمو في الفيوم، إلأى جانب جامعة في طور التشييد وهي جامعة رؤية للعلوم والتكنولوجيا ببني سويف

لكن في ظل نمو عدد الجامعات الخاصة في الصعيد يخشي البعض من زيادة المعروض مع ارتفاع أسعار المصروفات عاما بعد الآخر وهو ما قد يتسبب في ظاهرة اقتصادية متكررة في مجال العقارات وهي “الفقاعة” وهو ما يمكن أن يتكرر في عالم التعليم العالي والجامعات الخاصة في الصعيد ذو الكثافة السكانية المتوسطة، والذي يتواجد فيه إلى جانب الجامعات الخاصة فتوجد 4 جامعات أهلية بالصعيد هم بني سويف والمنيا وأسيوط والوادي، إلى جانب جامعتين تكنولوجيتين في الأقصر وبني سويف.

وتخوض الجامعات الخاصة السبعة فيما بينها منافسة حامية على جذب الطلاب إليها بتلبية احتياجات السوق من خلال اختيار الكليات الأكثر طلبا من الطلاب كمجموعة الكليات الطبية إلى جانب الكليات النظرية المختلفة التي تلقى اقبالا خلال السنوات الأخيرة مثل الفنون الجميلة وإدارة الأعمال القانون، لكن مع ارتفاع تسعير المصروفات وفي ظل الضغوط الاقتصادية الحالية قد نشهد في سنوات مقبلة تغير الأوضاع بالنسبة للجامعات الخاصة وتوجه أغلب الطلاب إلى انواع مختلفة من التعليم المهني والتكنولوجي الذي تخطط الدولة للتوسع فيه.

النهصة “عمدة” الجامعات الخاصة بالصعيد

وعند النظر إلى مشهد الجامعات الخاصة بالصعيد نجد جامعة النهضة ببني سويف، وهي تحتل مكانة “العمدة” بالنسبة للجامعات الخاصة في هذا النطاق الجغرافي الذي لم تطأه جامعة خاصة قبل النهضة التي بدأت قصتها عام 2006، وترجمت أسمها إلى واقع عندما كانت حجر الأساس لنهضة ونمو مدينة بني سويف الجديدة، حيث تعتبر الجامعة الأن وبعد 18 عاما على تأسيسها بيت خبرة ومركز تميز علمي ومعرفي واجتماعي تستند عليه محافظة بني سويف في كثير من الأنشطة والمشروعات داخل المحافظة.

وتمتلك النهضة التي تعود ملكيتها لشركة تعليم للإدارة،  9 كليات متنوعة بين التخصصات الطبية والعلمية والنظرية، وتعتبر من أولى الجامعات الخاصة في مصر التي امتلكت شراكة استراتيجية مع جامعة من الأكبر في العالم وهي جامعة فيينا الطبية والتي ترتبط النهضة معها بشراكة على مستوى التبادل الطلابي والأكاديمي بكليات الطب البشري وطب الأسنان، كما أضيف للجامعة وفقا لقرار من رئيس مجلس الوزارء مؤخرا كليات التمريض وكلية تكنولوجيا العلوم الصحية التطبيقية.

وتنفرد النهضة أيضا بكونها من أعلى الجامعات في المصروفات الدراسية بالكليات الطبية في مصر، حيث بلغت مصروفات كلية الطب البشري فيها قرابة 250 ألف جنيه، فيما سجلت مصروفات كلية طب الفم والأسنان 185 ألف جنيه، ورغم المصروفات المرتفعة والمنافسة التي تلقاها من جامعات آخرى إلا أن الجامعة تشهد اقبالا كبيرا خلال مرحلة التقديمات الحالية نظرا للمكانة التي صنعتها الجامعة لنفسها في الصعيد.

احتدام المنافسة بين الجامعات الخاصة بالصعيد

وبالنسبة للجامعات الستة الأخرى في لائحة الجامعات الخاصة في الصعيد، فمنافستهم المباشرة مع جامعة النهضة التي جذبت الطلاب في محافظات شمال الصعيد في الفيوم وبني سويف والمنيا وحتى سوهاج وأسيوط، وهو ما جعل الاستثمار في التعليم العالي بتلك المحافظات مشروعات مميز من الناحية الاقتصادية بعد أن أثبتت النهضة أن هناك فرص كبيرة لنمو الخدمات التعليمية في الصعيد.

وتمثل جامعة بدر أسيوط أبرز المنافسين لجامعة النهضة بصعيد مصر، لعدة عوامل أهمها كونها امتداد لكيان تعليمي عملاق هو جامعة بدر بالقاهرة إلى جانب إن جامعة بدر بأسيوط تضم 13 كلية في تخصصات علمية ونظرية متنوعة وهي بذلك تعتبر أكبر الجامعات الخاصة من حيث تعداد الكليات في صعيد مصر ومن أكبرها في مصر بشكل عام.

ورغم بدء الدراسة بجامعة بدر في أسيوط عام 2022 إلا أن الجامعة نجحت أن تزاحم الجامعات الخاصة في الصعيد بقوة وتحتل مكانة مميزة بينها لتنتزع المساحة التي حجزتها لسنوات جامعات سابقة عليها في تلك الصعيد مثل جامعة دراية التي بدأت الدراسة فيها عام 2014 وتضم 4 كليات فقط وأيضا جامعة سفنكس بأسيوط التي بدأت الدراسة فيها قبل 4 سنوات من الأن وتضم 8 كليات متنوعة إلى جانب جامعة ميريت في مدينة سوهاج الجديدة والتي بدأت الدراسة فيها قبل 4 سنوات أيضا وتضم 3 كليات منهم كلية طب بشري

 اللاعبين الجدد في الصعيد

وفي ظل جذب التعليم العالي للاستثمارات الكبيرة خلال السنوات الأخيرة انضم لاعبين جديدين إلى جامعات الصعيد الخاصة أولهم جامعة وادي النيل بالفيوم والتي تحتل موقعا جغرافيا أقرب إلى القاهرة الكبرى من خلال الطريق الصحراوي الغربي الممتد من الأهرامات وحتى سوهاج.

ومن خلال هذا الموقع الجغرافي المميز فتعتبر جامعة وادي النيل اقرب المنافسين المحتملين لجامعة النهضة التي تجذب عدد كبير من الطلاب في نطاق القاهرة والجيزة، نظرا لبعدها ساعتين على الأكثر من اقرب نقطة تجمع لخدمات النقل التي توفرها الجامعة.

وتبدأ جامعة وادي النيل خطواتها الأولى في سوق التعليم العالي حيث تبدأ الدراسة فيها خلال العام الجامعي المقبل بكليات طب الأسنان – العلوم التطبيقية – الصيدلة الإكلينيكية والتصنيع الدوائي

أما آخر الوافدين لجامعات الصعيد الخاصة فهي جامعة اللوتس التي تبدأ الدراسة فيها العام الأكاديمي المقبل، وتنتطلق بكليات طب الفم والأسنان والعلاج الطبيعي والتمريض والحاسبات وتكنولوجيا المعلومات والاقتصاد والعلوم السياسية.

ورعم الظهور المفاجيء لجامعة اللوتس على المشهد الجامعي في مصر، إلا أن الجامعة نجحت في جذب أعداد جيدة من الطلاب بفضل موقعها الجغرافي بمدينة المنيا الجديدة وعقدها لاتفاقيات شراكة مع جامعة  جامعة كيبيك الكندية وجامعة ورث إيسترن، جامعة أمريكية وجامعة جامعة سابينزا في إيطاليا.