الدكتور محمود خليل يكتب: د حسان النعماني قائد يزرع الأمل ويحصد التمكين بجامعة سوهاج

في قلب صعيد مصر، حيث تتجذر التقاليد وتتوالى الأجيال، هناك قصة جديدة تكتب فصولها من نور. إنها ليست قصة عن أرقام أو إحصائيات، بل هي حكاية إيمان ورؤية لقائد آمن بأن المستقبل يرتدي عباءة التميز، ويمتد على أكتاف المرأة.
هو الدكتور حسان النعماني، رئيس جامعة سوهاج، الذي لم يكتفِ بإدارة مؤسسة تعليمية، بل قرر أن يكون مهندسًا للتغيير الاجتماعي. وفي لحظة تاريخية، أعلن عن تعيين 150 معيدًا ومعيدة من أوائل الخريجين، ليصبح الخبر حديث الساعة: 117 فتاة مقابل 33 شابًا فقط. هذه ليست مجرد أرقام، بل هي شهادة على أن الثقة وفتح الأبواب أمام الكفاءات النسائية يمكن أن يحقق نتائج غير متوقعة.
كانت الفرحة التي ارتسمت على وجه الدكتور النعماني صادقة وعميقة. لم تكن مجرد فرحة إداري يحقق هدفًا، بل كانت فرحة أب يرى بناته يتألقن ويتبوأن مكانتهن. في تصريحاته، لم يتحدث عن الإنجازات فقط، بل عن “إيمان حقيقي بقدرة المرأة المصرية على القيادة والابتكار”. كلمات قوية وعميقة، تحمل في طياتها رسالة واضحة: جامعة سوهاج لا تمنح الفرصة للمرأة، بل تمنح نفسها والمجتمع فرصة للنمو والارتقاء من خلالها.
إن هذا العدد الكبير من المعيدات يثبت أن رؤية الدكتور النعماني ليست مجرد شعارات. لقد كانت لديه الجرأة لكسر الأنماط التقليدية، ووضع معيار التفوق كشرط وحيد، بغض النظر عن الجنس. إنه يدرك جيدًا أن تعليم الفتاة وتمكينها ليس مسؤولية فردية، بل هو استثمار في مجتمع بأكمله. فالمرأة ليست مجرد نصف المجتمع، بل هي المحرك الأساسي لتقدمه وتطوره.
الدكتور النعماني لم يبنِ جسرًا للمعيدات فحسب، بل بنى جسرًا بين الحاضر والمستقبل، يمر عليه جيل جديد من الفتيات، مؤمنات بقدراتهن، ومستعدات لقيادة الأكاديمية والمجتمع. إنه قائد يرى ما وراء الأرقام، ويؤمن بأن القوة الحقيقية للمجتمع تكمن في قدرته على منح الفرص المتساوية لكل أبنائه وبناته. وهذا ما جعل من جامعة سوهاج منارة حقيقية للتمكين والتميز في قلب الصعيد.
الدكتور محمود خليل
مدرس الإعلام بجامعة سوهاج
مستشار رئيس جامعة سوهاج للاتصال السياسي
الرابط المختصر للخبر:
https://filgamaa.com/1l2tlM