أكد الأستاذ الدكتور شوقي علام، مفتي الديار المصرية، على التوافق التام والانسجام الكامل بين العلم والدين وعدم وجود أي تعارض بينهما، كما دعا إلى أهمية طرح الأسئلة المعرفية والاستفسارات البحثية في مختلف المجالات والتخصصات بلا قيود أو محددات.
واستشهد علام خلال حواره مع الإعلامي حمدي رزق ببرنامج “اسأل المفتي”، والمذاع على قناة صدى البلد، في ذلك بما أورده العلامة الأصولي أبو إسحاق إبراهيم بن موسى اللخمي المشهور بالشاطبي في كتاب “الموافقات”، حيث أكد الشاطبي على أن أحكام الشريعة الإسلامية قائمة في أساسها الكلي والجزئي على علل الحكم وأسباب التشريع، وأن البحث والتأمل في هذه الأسباب مشروعة ومتاحة لكل صاحب علم وعقل وفكر.
وشدد المفتي على أنه لا ينبغي أن يكون هناك حرج أو منع من طرح الأسئلة والسعي للحصول على الإجابات عنها، سواء كانت متعلقة بأدق تفاصيل العلوم أو غيرها من المسائل والموضوعات، لافتا النظر إلى أن التفكير المعرفي والتفكير الإسلامي خصوصاً يقوم على أساس حث الإنسان على طرح الأسئلة وطلب العلم والفهم والتدبر.
وأضاف مفتي الديار المصرية، أن السعي وراء المعرفة والحقيقة يتطلب طرح الأسئلة الكبرى والجدلية والهامة، وهي الأسئلة التي تسهم في تشكيل العقلية النقدية والتحليلية، وتساعد الفرد على فهم أعمق وأشمل للعالم والأمور المحيطة به.
وكما ورد في الحديث، فإن الله -عز وجل- قد أمر بالتساؤل والتدبر في الخلق والكون والظواهر الكونية المختلفة، ولقد أثني الله -سبحانه وتعالى- على الذين يتفكرون ويتدبرون في خلقه وفي الكون المسطر، ويعتبرون بها ويعتبرون منها.
ودعا الدكتور شوقي علام إلى ضرورة الاستمرار في البحث والسعي لنيل العلم والمعرفة، مؤكدًا على أنه لا توجد حدود أو سدود أمام العقل البشري في ظل التقدم العلمي والابتكارات التكنولوجية الحديثة، طالما أن البحث العلمي لا يخالف أصول الشريعة الغراء والقواعد الفقهية الصارمة.