عظماء قصر العيني.. حسين خيري رمز التفاني من الكلية للنقابة

في رحاب الطب والعطاء الإنساني، يبرز اسم الأستاذ الدكتور حسين خيري كواحد من النماذج المضيئة التي أثرت المجال الطبي في مصر وأثرت مجتمعها بقيم الإخلاص والتفاني. ولد في فبراير عام 1959، واستطاع على مدار مسيرته أن يكون رمزًا للمهنية والأخلاق في مهنة الطب، مقدّمًا نموذجًا يُحتذى به للأجيال القادمة.

حسين خيري

تخرج الدكتور حسين خيري في كلية طب قصر العيني عام 1982، وانطلق في مسيرته الطبية بتفانٍ واضح، حيث عُين طبيبًا مقيما بمستشفيات جامعة القاهرة حتى عام 1987.

لم يتوقف طموحه عند هذا الحد، بل بدأ في بناء مسيرته الأكاديمية كمعيد للجراحة العامة بقصر العيني، ومنها تدرج في السلم الوظيفي ليصبح مدرسًا مساعدًا، ثم مدرسًا، وصولًا إلى أستاذ مساعد، وأخيرًا أستاذًا للجراحة العامة وجراحة الأوعية الدموية عام 2000.

عين خيري عضوًا لمجلس إدارة الشركة المصرية الدولية للصناعات الدوائية “ايبيكو” ممثلاً عن شركة المهن الطبية للاستثمار” منذ 27 مارس / آذار 2021 و “الشركة السعودية المصرية للاستثمار والتمويل”.

تولى منصب نقيب أطباء مصر بين أكتوبر/ تشرين الأول 2015 وأكتوبر 2023، ورئيس اتحاد نقابات المهن الطبية”، وشغل عضوية مجلس إدارة كل من “صندوق التعويض عن مخاطر المهن الطبية” ممثلاً عن اتحاد نقابات المهن الطبية”.

تقلد عدة مناصب في جامعة القاهرة”، وتشمل: عميد كلية طب القصر العيني بين 2011 و 2014، وطبيب مقيم في مستشفيات الجامعة، ومعيد للجراحة العامة، ومدرس مساعد ومدرس، وأستاذ مساعد. عمل في “مستشفى يرفورد بليموث” في المملكة المتحدة بين 1991 و 1994.

حرص الدكتور حسين خيري على توفير بيئة تعليمية مميزة لطلابه، حيث كان يدفع لعامل المدرج مبلغًا شهريًا ليأتي مبكرًا ويفتح المدرج قبل بدء الدوام الرسمي للكلية في الساعة الثامنة. بهذه الطريقة، تمكن من توفير وقت إضافي لتقديم محاضراته التي أصبحت مصدر إلهام للأجيال.

لم يكتفِ الدكتور خيري بالمحاضرات النظرية فقط، بل كان يأخذ طلابه معه إلى غرف العمليات، حيث يشرف عليهم مباشرةً ويتيح لهم فرصة التعلم العملي، كان يشجعهم على المشاركة في العمليات، يمنحهم الثقة، ويغرس فيهم حب المهنة والتفاني في العمل.

نال عدة جوائز منها: درع المؤتمر العلمي السنوي لقصر العيني عام 1997، ودرع يوم الطبيب المثالي عام 2000، ودرع النقابة العامة لأطباء مصر” .2002 عامي 2011 و حاصل على دكتوراه في الجراحة العامة عام 1989 من جامعة القاهرة”، وماجستير في الجراحة العامة عام 1986 من ذات الجامعة، وزمالة كلية الجراحين الملكية” في إنكلترا عام 1989

رغم أنه من أشهر وأمهر أساتذة الجراحة العامة في مصر، لم يكن للدكتور حسين خيري عيادة خاصة، حيث كرس كل وقته وجهده لخدمة المرضى وتعليم الأجيال الجديدة من الأطباء في قصر العيني.

كان يقدم لطلابه محاضرات مجانية، ليس في وقت العمل الرسمي فقط، بل كان يبدأ يومه معهم في السادسة والنصف أو السابعة صباحًا، متبرعًا بوقته الثمين لتبسيط منهج الجراحة بأسلوب علمي متميز جعل طلابه يعشقون الجراحة ويقتدون به.

 

رسالة عطاء مستمرة
لم يكن الدكتور حسين خيري مجرد طبيب أو أستاذ جامعي، بل كان دائمًا ما يمثل دور الطبيب الإنساني الذي يضع خدمة مجتمعه في صدارة أولوياته. عمل بجد على تطوير مهنة الطب في مصر، وكان صوتًا قويًا للدفاع عن حقوق الأطباء ورفع مستوى الخدمات الطبية المقدمة للمرضى.

الأستاذ الدكتور حسين خيري يمثل قدوة ملهمة في عالم الطب، ليس فقط لمهارته وخبراته العلمية، بل أيضًا لأخلاقياته الرفيعة وعطائه اللامحدود. هو تجسيد حي لمعنى أن تكون طبيبًا في خدمة الإنسانية، فاستحق أن يكون رمزًا يُحتذى به في المهنة.

في عالم تندر فيه النماذج المضيئة، يظل الدكتور حسين خيري مشعل نور يضيء الطريق للأجيال القادمة، حاملاً رسالة الطب والعطاء بكل ما تحمله من مسؤولية وإنسانية.