الدكتور ياسر الجوهري يكتب: دور الجامعات  في تطوير كرة القدم المصرية

تمثل كرة القدم المصرية إحدى القوى الناعمة التي تعكس هوية الوطن وتعزز مكانته الرياضية على المستويين المحلي والدولي. وفي ظل التطورات الأخيرة والمبادرات الطموحة مثل مشروع “كابيتانو مصر”، الذي أطلقته وزارة الشباب والرياضة بالتعاون مع الشركة المتحدة للدعاية والإعلان، تبرز الحاجة إلى تفعيل دور الجامعات المصرية في دعم هذا المجال عبر مشروعات قومية مستدامة، تستفيد من الإمكانيات العلمية والبشرية الموجودة في كليات علوم الرياضة.

حيث تضم الجامعات المصرية ممثلة في كليات علوم الرياضة المنتشرة في جميع المحافظات، إمكانيات هائلة يمكن توظيفها لتطوير كرة القدم في مصر.

فهي تمتلك  نخبة من الأكاديميين المتخصصين في مجالات متعددة منها تدريب كرة القدم، إدارة كرة القدم، تحليل الأداء الرياضي، فسيولوجيا الرياضة، الإصابات الرياضية والتأهيل البدني، التغذية الرياضية، علم النفس الرياضي، الإعلام الرياضي، التسويق الرياضي. كما تتميز هذه الكليات بامتلاكها لملاعب رياضية مجهزة، ومعامل متخصصة، وأجهزة علمية حديثة تستخدم في تحليل الأداء وتطوير الجوانب البدنية والفنية.

هذا التكامل بين الموارد البشرية والتقنيات المتطورة يجعلها مؤهلة لتكون شريكاً أساسياً في قيادة المشروعات الرياضية القومية. ومن هذا المنطلق يمكن للجامعات المصرية أن تلعب دوراً حيوياً من خلال إطلاق وتنفيذ مشروعات رياضية قومية تسهم في تطوير كرة القدم على أسس علمية ومهنية.

ولضمان نجاح هذه المشاريع، تعد الشراكة بين الجامعات المصرية ومؤسسات الدولة مثل وزارة الشباب والرياضة أمرًا ضرورياً. كما يمكن للقطاع الخاص أن يساهم من خلال تمويل المشاريع الرياضية، مستفيداً من الفرص الكبيرة التي تقدمها كرة القدم على مستوى الدعاية والعوائد الاقتصادية.

فالجامعات المصرية ليست مجرد مراكز تعليمية، بل هي محركات رئيسية للتطوير المجتمعي والرياضي، من خلال استثمار جهود كليات علوم الرياضة في مشروعات قومية طموحة، يمكننا بناء منظومة رياضية متكاملة تساهم في اكتشاف وتطوير مواهب جديدة قادرة على رفع اسم مصر في المحافل الدولية، وترسيخ مكانة كرة القدم المصرية كقوة رياضية رائدة على المستويين الإقليمي والعالمي.