أطلقت ناسا اسمها على كويكب.. من هي الباحثة ياسمين مصطفى التي فرضت اسمها على العالم؟
شارك أحدث الأخبار
ارتفع اسم الباحثة ياسمين مصطفى عبر محركات البحث خلال الساعات الماضية وذلك بعد تكريمها من الدكتور أسامة الأزهري وزير الأوقاف، تقديرًا لتفوقها في مجال العلوم والتكنولوجيا، وحصولها على المركز الأول عالميًّا في معرض إنتل الدولي للعلوم والهندسة بالولايات المتحدة الأمريكية عام ٢٠١٥م.
وأشاد وزير الأوقاف بإنجازات الباحثة الشابة، مؤكدًا أن تفوقها يؤكد قدرة الشباب المصري على الإبداع والتميز في مختلف المجالات، وبخاصة في البحث العلمي والتكنولوجيا.
وأهدى وزير الأوقاف درع الوزارة للباحثة ياسمين مصطفى؛ تقديرًا لمسيرتها العلمية المتميزة، مؤكدًا أن نجاحها يمثل مصدر إلهام للأجيال القادمة، ويؤكد أهمية دعم البحث العلمي وتشجيع الموهوبين.
وطالب الأستاذ الدكتور أسامة الأزهري وزير الأوقاف من الباحثة ياسمين مصطفى تقديم دورات للدعاة والواعظات حول كيفية توجيه الجمهور إلى اكتشاف العقول، وحثها على الابتكار والإبداع، وذلك بمقر أكاديمية الأوقاف الدولية.
من هي الباحثة ياسمين مصطفى؟
بالعودة إلى بداية القصة، تنحدر ياسمين (27 عامًا الآن) من أسرة بسيطة في قرية كفر المنازلة بمحافظة دمياط، فقدت والدها وهي صغيرة، لكنه كان قادرًا على زرع الطموح والاعتماد على الذات بداخلها، على حد قولها في تصريحات تلفزيونية سابقة.
واستطاعت ياسمين التفوق، فكانت الأولى على فصلها طوال سنوات دراستها، وأصبحت مولعة بالبحث العلمي، وقالت: «عندما التحقت بمدارس المتفوقين في العلوم والتكنولوجيا بالمعادي، بدأت رحلتي بالبحث العلمي، ودرست هندسة البترول في جامعة الشرق الأوسط التقنية بشمال قبرص».
وفي عام 2015، حصلت ياسمين على المركز الأول عالميًا في مسابقة إنتل للعلوم والهندسة، في فئة علوم الأرض والبيئة، بمشروعها بعنوان «القوة الكامنة لقش الأرز».
وتضمنت المسابقة 1700 متسابق من أكثر من 87 دولة، وتألفت اللجنة من عدد من العلماء الحائزين على جائزة نوبل، لتكون ياسمين الفتاة العربية الوحيدة التي تحصل على مثل هذه الجائزة منذ إطلاقها قبل سنوات عديدة.
كما أطلقت وكالة ناسا على مجموعة من الكويكبات اسم «مصطفى 31910» نسبة إلى اسم عائلتها، في لفتة دائمة للإعلان عن تقديرها لجهودها المستمرة في مجال علوم الأرض والبيئة.
وقالت ياسمين ذات مرة في مقابلة: «كان مغادرة القرية أمرًا صعبًا، لكن عائلتي كانت داعمة للغاية (خاصة والدتي)، التي لم تخبرني بأنني فتاة صغيرة لا تستطيع السفر بمفردها، بل شجعتني على السفر إلى أمريكا للانضمام إلى المسابقة».
وتابعت قائلة: «كسر الأعراف والتقاليد قد يكون محفوفًا بالمخاطر والتحديات، ولكن عندما يصر الإنسان على متابعة أحلامه مهما كلف الأمر، فإنه يستطيع أن يصنع العجائب».
وتضمن مشروع ياسمين اقتراح طرق لتنظيف وتطهير مصادر المياه أولاً، ثم تحويلها لحل مشكلة الكهرباء، وتقليل تلوث الهواء، وفي مشروعها استخدمت معالجة بيولوجية للمساعدة في تنقية وتسخين المياه عن طريق حرق قش الأرز، ويتمثل بحثها العلمي في النهاية في زيادة استخدام وقود الديزل الحيوي في توليد الكهرباء.
وتواصلت معها دار نشر هاينمان عام 2018، وأبدت اهتمامها الشديد بتأليف كتاب يروي تفاصيل مسيرتها العلمية وقصتها، وطُبع الكتاب في سياق سردي، وتمت طباعة أكثر من مليون نسخة وتوزيعها على المدارس والجامعات، كنموذج فريد يتعلم منه الطلاب، ويلهم الأجيال الشابة على طول الطريق.
وبعيدًا عن كل الإنجازات التي حاولنا جمعها في الفقرات السابقة، فإن ما يثير الإعجاب بشكل خاص في قصة ياسمين مصطفى هو كيف قررت توجيه إمكاناتها، والقفز عبر كل العقبات بغض النظر عن ظروفها، وإظهار المثابرة الشديدة في متابعة حلمها.