الدكتور محمد بركة يكتب: الجامعات الأهلية والأمل المنشود

بداية لابد أن أقر أننى واحد ممن نادوا بذلك منذ بداية إدخال البرامج الخاصة لكلياتنا وكان ذلك منذ قرابة خمسة عشر عاما وكان الرد وقتها أن هناك عائق دستورى وكانت رؤيتى فى حينه أن هذه التجربة ستكون هى الحلقة الأهم بين التعليم الخاص الذى لاتنطبق عليه كل ضوابط التعليم والذى يتبناه رجال الأعمال وبين التعليم الحكومى المثقل بمشاكل كثيرة أهمها قلة الإمكانات والترهل والعجز المؤسسى لكثير من الجامعات وكثرة الملتحقين به والذى يفوق أعدادهم كل القدرات البشرية وإن كنا نقر أن التعليم الحكومى هو الملاذ الآمن لغالبية الشعب المصرى والذى يكابد ظروف معيشية قاسية ولكن لمن يعرف طبيعة الشعب المصرى يعف أن رب الأسرة على استعداد أن يقتطع من قوته لتعليم أبناءه لذا كانت فكرة الجامعات الأهلية هى الحل الأمثل لدولة تحتاج مزيد من الجامعات لتصل إلى المعدل العالمى (جامعة لكل مليون نسمة) وفى نفس الوقت العين بصيرة والأيد قصيرة!!! ولذلك كما قلت أن الجامعات الأهلية هى الحل العملى الناجز وأحسنت الدولة حين سارعت وفى توقيت واحد وأنشأت عشرون جامعة أهلية وسيتبعها فى العام القادم عشر جامعات أهلية أخرى وكل جامعة أهلية هى إمتداد للجامعة الأم الحكومية وهذا هو الأهم فهذه الجامعات الأم تنسق وتوفر الإمكانات البشرية المطلوبة من العنصر الأهم فى العملية التعليمية وهم أعضاء هيئة التدريس المدربين والمؤهلين جيداً وهى النقطة الفارقة بين هذه الجامعات وبين الجامعات الخاصة التى تعانى من العجز الواضح فى أعضاء هيئة التدريس والنقطة الإيجابية الأخرى أن هذه الجامعات أنشأت فى بيئة مناسبة بعيدة عن صخب وعشوائية المدن القديمة وتم تصميمها بشكل وبمضمون يراعى أحدث النظم فى التخطيط والإنشاء من حيث تصميم المدرجات والقاعات الدراسية والمساحات الخالية فى تناغم رائع وأستطيع أن أضيف بعداً أخر فهذه الجامعات حرصت على إختيار طلاب متميزين وبمجموع أقل قليلا من مجموع الكليات الحكومية وبمصروفات تقل كثيرا عن الكليات الخاصة وبأعداد أقل من الجامعات الخاصة والحكومية مما يعنى معالجة كل مشاكل التعليم الحكومى والخاص ويمثل نقلة حقيقية وهو الأمر الذى يلاقى قبول واستحسان الطلاب والأهالى وأعضاء هيئة التدريس بهذه الجامعات ويتبقى أمر مهم سيكون مردوده عظيماً لو إهتمت به الدولة ونفذته على وجه السرعة وهو ضرورة أن يلحق بهذة الجامعات مساكن خاصة واستراحات ومدن جامعية للمغتربين من الطلاب والأساتذة وهذه المساكن ستوفر مزيداً من الرضا والراحة والقبول لدى الجميع وستخلق مجتمع راق ومنضبط ويمثل بؤرة حضارية فى كل مدينة أنشأت بها جامعة أهلية وسيحولها الى مجتمع متكامل الخدمات بعيدا عن عشوائية المدن القديمة وزحام الجامعات الحكومية فهلا راعت ذلك الدولة … نتمنى ذلك

أ.د/ محمد بركة

أستاذ جامعى

عميد صيدلة الزقازيق الأسبق