أهم الأخبار
الأخبار الشائعة

من هو مهند خالد رئيس غرفة التجارة المصرية البريطانية؟

أدخل بياناتك الآن لتحصل على آخر الأخبار
استقبل الأستاذ الدكتور محمد سامي عبد الصادق رئيس جامعة القاهرة – الدكتور نظير محمد عيَّاد مفتي الجمهورية، ورئيس الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم، وذلك في إطار ندوة “الهوية الوطنية في مواجهة التحديات المعاصرة”، التي أقيمت بحضور الدكتورة غادة عبد الباري.. نائب رئيس الجامعة لشؤون البيئة، والأستاذ الدكتور عبد الله التطاوي.. المستشار الثقافي لرئيس الجامعة، والأستاذ الدكتور محمد هيبة.. المستشار الإعلامي لرئيس الجامعة.
وقد استهل المفتي كلمته بالترحيب بالحضور الكريم، سائلًا الله تعالى أن يديم علينا نعمة الأمن والأمان والسلم والسلام، معربًا عن شكره لجامعة القاهرة، ممثلة في رئيسها الأستاذ الدكتور محمد سامي عبد الصادق ونوابه، وجميع الحاضرين، مؤكدًا فخره واعتزازه بهذه القلعة العلمية العريقة التي يشهد لها القاصي والداني بتميزها.
وأكد مفتي الجمهورية أن قضية الهوية الوطنية ليست مسألة هامشية، بل هي من الأصول الجوهرية والضرورات الحياتية في عالم يزداد حدة في أحكامه وقسوته في التعاملات، تحكمه المصالح والمنافع. مشيرًا إلى أن بعض الدول تعمل وفق مبدأ “البقاء للأقوى”، وتسعى إلى تقليل شأن الدين والإنسان، وتزييف الواقع، والسخرية من القيم الإنسانية.
وأوضح فضيلته أن الهوية الوطنية تتكون من عدة عناصر رئيسة، أبرزها: الدين، والوطن، والثقافة، والتاريخ، والتراث الحضاري، مشيرًا إلى أن الوطن هو الإطار الذي تتحقق فيه المقاصد الشرعية، ولا يمكن للإنسان أن يعيش حياة كريمة دونه، مستشهدًا بأن الإنسان بلا وطن كالجسد بلا روح.
كما أكد المفتي على أهمية اللغة العربية باعتبارها وعاءً للتاريخ، ووسيلةً للتواصل والتعبير، محذرًا من الاتهامات الجائرة التي تصفها بالجمود أو الفتور، وشدَّد أيضًا على أن الأمة التي ليس لها تاريخ لا يمكن أن يكون لها ذكر أو رصيد فكري، مستشهدًا بمكانة مصر التاريخية كأرض تجلى فيها الله سبحانه وتعالى، وكانت مهدًا للرسالات السماوية.
وأشار إلى أن الهوية الوطنية تواجه تحديات عدة، من أبرزها انتشار المصطلحات المغلوطة في الفضاء الرقمي، مما يؤدي إلى التلاعب بالعقول وإضعاف الثقة بالنفس لدى الشباب. وضرب مثالًا بذلك بما يظهر عند البحث عن القدس في محركات البحث، حيث يتم تقديمها على أنها عاصمة لإسرائيل، وهو تزييف للواقع والتاريخ.
وفي سياق حديثه: حذر من الحرية المنفلتة التي تسعى إلى هدم القيم والعادات والتقاليد، في مقابل الحرية المنضبطة التي تحترم الذوق العام والأعراف والتقاليد، مؤكدًا أن التطرف ليس مقتصرًا على الدين فقط، بل هناك تطرف فكري وثقافي، والكثير من الأيديولوجيات التي يتم الترويج لها دون فهم السياق الصحيح للنصوص الدينية أو الفلسفية.
كما شدد المفتي على أهمية التراث كقوة دافعة للأجيال القادمة، محذرًا من أن عدم الاهتمام به يؤدي إلى تفكك الإرث الحضاري، وأشار إلى أن التراكم العلمي يلعب دورًا رئيسًا في تطور الحضارات، وهو ما يتجلى في الحضارات القديمة مثل اليونانية والمصرية والهندية، موضحًا أن بعض الحضارات سرقت علوم غيرها، لكن الشعوب الحية تحافظ على تراثها وتقدره.
من جانبه رحب الأستاذ الدكتور محمد سامي عبد الصادق بالمفتي، معربًا عن سعادته بحضوره للمرة الأولى في جامعة القاهرة، ومشيدًا بدوره في تنمية الوعي لدى الشباب الجامعي، كما أكد أن الهوية الوطنية ليست مجرد شعارات، بل هي منظومة متكاملة تواجه تحديات متعددة، سواء كانت اقتصادية أو اجتماعية أو ثقافية.
مفتي الجمهورية: أهمية احترام اللغة والثقافة والعُرف
ووجه الدكتور محمد سامي عبد الصادق خطابه لطلاب الجامعة، مؤكدًا أن محاضرة المفتي كانت موجهة إلى القلب والفؤاد، وتحمل بين طياتها الكثير من المعاني العميقة حول الهوية الوطنية، كما شدد على أهمية احترام اللغة والثقافة والعُرف، وضرورة الوعي بما نقرؤه ونسمعه، محذرًا من الحرب الفكرية التي يجب الانتباه إليها جيدًا.
وفي هذا السياق أكد الدكتور عبد الله التطاوي.. المستشار الثقافي لرئيس الجامعة – أهمية القيم الدينية والأخلاقية والروحية في بناء الأمم، مشيرًا إلى أن الأمة بلا تاريخ تكون في مهب الريح. كما أشاد الدكتور محمد هيبة بكلمة فضيلة المفتي، مؤكدًا أن الهوية الوطنية هي الحصن الذي يحفظ للأمم استقرارها وثباتها.
واختتمت الندوة بتأكيد المشاركين أهمية تعزيز الهوية الوطنية بين الشباب، وتعميق الوعي بمكوناتها، والعمل على مواجهة التحديات التي تسعى إلى زعزعة الثوابت الدينية والثقافية والتاريخية.
في لفتة تقدير وعرفان، أعرب رئيس الجامعة عن شكره العميق للمفتي على كلمته النافعة، التي تركت أثرًا إيجابيًّا في نفوس الحاضرين، ثم قام بتقديم درع جامعة القاهرة لفضيلته، تقديرًا لجهوده العلمية والفكرية في تعزيز الوعي وتأكيد الهوية الوطنية.
هذا وقد شهدت الندوة حضورًا كثيفًا من نواب رئيس الجامعة، وعدد من عميدي الكليات وأعضاء هيئة التدريس والطلاب.