الدكتور ياسر الجوهري يكتب: رؤية مصرية لإنشاء أكاديمية وطنية على غرار “أكاديمية محمد السادس” المغربية

في ظل الطفرة التي تشهدها الكرة المغربية في السنوات الأخيرة، لا يمكن تجاهل أحد أهم أسرار هذا النجاح، وهي “أكاديمية وطنية محمد السادس لكرة القدم”، التي أصبحت نموذجًا يحتذى به في تكوين اللاعبين وتصديرهم للاحتراف الأوروبي، ودعم المنتخبات الوطنية بمواهب عالية الجودة. ومع طموحات مصر المتجددة في إعادة الريادة الكروية على مستوى القارة، فإن إنشاء مشروع مشابه يمثل خطوة استراتيجية ضرورية.

نموذج “أكاديمية محمد السادس”:

أولا: التأسيس والرؤية:

تأسست الأكاديمية عام 2009 بمبادرة ملكية، وبدعم مباشر من الملك محمد السادس، بهدف تكوين لاعبين مغاربة بمواصفات عالمية تجمع بين التكوين الرياضي والدراسة الأكاديمية.

ثانياً: أهم إنجازات الأكاديمية:

1. تكوين لاعبين محترفين على مستوى عالٍ

خرّجت الأكاديمية عدداً من النجوم الذين احترفوا في أوروبا، منهم:

– نايف أكرد (لاعب وست هام الإنجليزي ومنتخب المغرب)

– يوسف النصيري (نجم إشبيلية الإسباني)

– علاء بلعروش (حارس ستراسبورغ الفرنسي)

– إلياس بن الصغير (أياكس الهولندي سابقاً)

– أيمن موريد (سابقاً في سيلتا فيغو الإسباني)

2. مساهمة فعالة في المنتخبات الوطنية

كثير من خريجي الأكاديمية لعبوا للمنتخبات المغربية في مختلف الفئات العمرية، خاصة في:

– كأس العالم 2022 (ساهم خريجون مثل نايف أكرد في إنجاز المركز الرابع).

– بطولة كأس أمم إفريقيا لأقل من 23 سنة (2023)، التي توج بها المغرب.

3. نموذج في البنية التحتية والتكوين

الأكاديمية تضم منشآت عالية الجودة، وتجمع بين التعليم الأكاديمي والتكوين الرياضي، مما جعلها نموذجاً يُحتذى به في إفريقيا والعالم العربي.

4. شراكات دولية

وقّعت الأكاديمية اتفاقيات شراكة مع أندية أوروبية مثل باريس سان جيرمان وليون وستراسبورغ، لتسهيل انتقال اللاعبين الموهوبين والاحتكاك بأفضل أساليب التكوين.

5. تحقيق أهداف التنمية الرياضية

ساهمت في:

– رفع مستوى كرة القدم القاعدية بالمغرب.

– إعداد جيل جديد من المدربين الوطنيين في التكوين القاعدي.

ثالثاً: بنية تحتية احترافية:

تضم ملاعب تدريب من الطراز الرفيع، قاعات تحليل الأداء، منشآت طبية، مدارس داخلية، ومراكز تعليمية.

ما حققته أكاديمية محمد السادس من نجاحات ليس ضربًا من الحظ، بل ثمرة رؤية واضحة واستثمار في الإنسان والمستقبل.

وإذا كانت مصر تمتلك من المواهب والخبرات الكروية الكثير، فإن الوقت قد حان لبناء أكاديمية وطنية على نفس المستوى، لتكون نقطة انطلاق نحو عودة الكرة المصرية إلى منصة العالمية.

رؤية مصرية لإنشاء أكاديمية مماثلة:

1. الأهداف:

– دعم مشروع قومي لتكوين لاعبين مصريين بمواصفات عالمية.

– سد الفجوة بين المواهب المحلية ومتطلبات الاحتراف الأوروبي.

– تعزيز حضور مصر القاري والعالمي في مسابقات المنتخبات.

– توفير منظومة علمية حديثة لتكوين اللاعبين والمدربين.

2. المقترحات العملية:

– إنشاء الأكاديمية تحت إشراف الدولة بالتعاون مع اتحاد الكرة ووزارة الشباب والرياضة.

– اختيار موقع استراتيجي يسهل الوصول إليه ويستوعب التوسعات المستقبلية.

– التعاقد مع خبراء عالميين في التكوين، والإفادة من الشراكات الدولية.

– ربط البرنامج الرياضي بمنهج دراسي متطور لضمان التكوين المتكامل.

– إطلاق برنامج وطني لاكتشاف المواهب في مختلف المحافظات.